أيها الرّفقاء
في هذا الموقف العصيب الذي يقف فيه المصير القومي العام على مفترق طريقين:
طريق الفلاح وطريق البوار،
في هذه الظروف الحرجة التي يتراوح فيها الوطن بين النهوض والإنحطاط، بين النّهضة القومية والحركات الرجعية، في هذه الحال الخطرة،
تحار الأبصار وتبحث العقول عن قوة حكيمة تثبت للزعازع وتنقذ الموقف. “إن هذه القوة هي أنتم”.
إن تحويل الوطن إلى ميدان ينقسم فيه الشعب الواحد، الموحّد المصير، إلى جيشين يتطاحنان للوصول إلى غاية واحدة هي: “الخراب القومي”
عمل شائن لا يليق إلا بالشعوب البربرية، والرجعية تحب البربرية.
أيها الرفقاء:
إن حركتم القومية قد برهنت في كل ظروف الفوضى والأعمال الإعتباطية التي مر بها الوطن، على أنها حركة منظمة لها هدف عام واحد وعمل تعميري قومي.
إنكم قد سمعتم بعض الجماعات الراغبة في جركم إلى الفوضى تهتف، حين حملاتها الفوضوية ، بأسمكم وباسم زعيمكم،
( فأوصيكم أن تكونوا عند عهدي بكم من النظام، وأن لا تؤخذوا بهوس المهوسين الذين يريدون أن يستغلوا قضيتكم وقوتكم).
كونوا رسلاً أمناء لقضيتكم القومية،كوموا جنوداً لتحاربوا التجزئة والأنقسام الداخليين، كونوا سداً منيعاً ضد الدعوة إلى بعث النعرات الهدامة،
“أوصوا كل من تجتمعون بهم أن لا يكونوا آلة في يد رجال يستثمرون الشعب، ويضحون مصالح الشعب في سبيل منافعهم، هؤلاء الذين أتخذوا الرعونة نظاماً لهم، والمنفعة الشخصية دستوراً”.
كونوا قوميين دائماً، إن المستقبل لكم.
انطون سعاده 1936
نداء إلى القوميين الاجتماعيين
بمناسبة الفتنة الدينية.