أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد العميد الشهيد الأمين محمد سليم، باحتفال أقامه في الصرفند، حضره إلى جانب قيادة الحزب، ممثلون عن الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى حشد كبير من القوميين والأصدقاء.
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود، ألقى كلمة أكد فيها على أهمية وحدة الساحات، وضرورة المواجهة، وأضاف أن انتصار خيار المقاومة، أتى لأن الشهيد محمد سليم وباقي الشهداء قد عبّدوا الطريق حتى وصلنا إلى النصر.
كلمة حزب الله ألقاها عضو المجلس السياسي، الحاج غالب أبو زينب، وشدد فيها على وحدة الساحات، وعلى الشراكة في المقاومة مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، لأنه حزب عابر للمناطق، وعابر للطوائف، ولا يمكن أن تُغلق بوجهه أية منطقة، وأكد أن الفريق الذي يعرقل انتخاب رئيس الجمهورية، هو الفريق الذي لا يريد الحل في لبنان، ولفت إلى أن اتهام المقاومة دائماً أنها تنتمي إلى محاور خارجية، هو أمر غير صحيح، والتهمة جاهزة، بينما لا يرون الآخرين عندما يذهبون إلى الخارج للاجتماع بأسيادهم، ويعملون بتوجيهات خارجية.
وألقى كلمة حركة أمل، عضو إقليم الجنوب الحاج أبو أحمد الصفاوي، قال فيها أن أيادي الشر التي اغتالت الشهيد محمد سليم وسائر الشهداء القياديين في المقاومة، كان هدفها كسر إرادة المقاومة في المواجهة وفي تحرير الأرض، ولكنها فشلت، وشدد على أن ما قاله السيد موسى الصدر بأن “إسرائيل” شر مطلق، هو الشعار الذي نتظلل به جميعاً، وهو بوصلة عملنا في مواجهة العدو.
كلمة حركة الجهاد الإسلامي ألقاها مسؤول العلاقات الفلسطينية في لبنان الأخ أبو سامر موسى، قال فيها أن ما بعد معركة “ثأر الأحرار” لن يكون كما قبلها، حيث انتصرت المقاومة في هذه المعركة على العدو، ونحن نؤمن أن وحدة الساحات هي الخيار الوحيد للانتصار على العدو.
وألقى مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الرفيق أحمد مراد، كلمة الجبهة، عدّد فيها العمليات المشتركة التي نُفذت بعد استشهاد العميد محمد سليم، وأضاف أننا نفتخر بهذه العمليات، وأكد أن الحزب القومي والجبهة الشعبية، كانا في طليعة المقاومة لمواجهة العدو، وأن البندقية الفلسطينية لم تصدأ، والرصاص الفلسطيني ما زال حياً، والمقاومة جاهزة لمقاومة العدو.
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، أكد فيها أنّ لا معاركَ بيننا وبين قتلةِ الشهيد العميد محمّد سليم، فهُم موتى، وأننا لم نأتِ اليوم لنرثي الشهيد العميد، بل لِنُحيّيه، هو الّذي عبّد بدماء شهداء الأجساد المتفجرة، طريقَ نُسورِ الزوبعة، الذين رأيتُم قبل أيّام، صُورَهُم على تُخومِ فلسطين، فتحيّة للعميدِ الشهيد، ولنهجه الّذي استمدّه من زعيمنا، وأضاف أن حِزبَنا، الّذي يستمدُّ بدورهِ حياتَه من فكرِهِ الحيّ، مُتجدِّدٌ مثله، نرى فيهِ اليوم مئات من العميد محمد سليم، ومئات من الشهيدة سناء محيدلي، ومئات من الشهيد عمّار الأعسر، ومئات من الشهداء فدوى غانم وعساف كرم ومالك وهبي ومئات من البطل نبيل العلم، ومئات من البطل حبيب الشرتوني الحاضرُ دوماً بيننا.
وتوجه بنات للقوميين بالقول أنّ النّهجَ الّذي طبعه العميد الشهيد، حاضرٌ في عُيونِكُم، ويجب أن يكونَ حاضراً في كُلِّ تفاصيلِ حياتِكُم، من تربيتِكُم لأولادِكُم، لِعملِكُم الحزبي والشخصي، لِمحبّتِكُم لبعضكم البعض، ولصدقِكُم في تعاطيكُم مع تيارِ المواطنين، لوظائفِكُم في المجتمع وتجاهه، ولعملِكُم السّياسي في متحداتِكم.
وخاطب بنات العميد الشّهيد قائلاً، أنه كُلّما امتدَّ بيننا وبينك الزّمن، كُلّما أدركنا أكثر لماذا اغتالوك، ولماذا قضوا على مشروعِ الحزب الذي كنت جزءاً رئيسياً منه، والذي كانت فلسطين تلوحُ في آخر نفقِه، وهذا ليس رأياً، بل واقعاً تختصره الثلاثون سنة الأخيرة من عُمرِ الحزب، حينما كان مُتلهّياً في السياسةِ اللبنانيةِ البعيدةِ عن ما يجب أن تكونَ سياسةُ الحزبِ عليه، متلهّياً بزواريبها الضيقةِ، بدل استثمارها للارتقاءِ بالمُجتمع، مرحلةٌ لكانت بأغلبِها سوداءَ، لولا أنارت فيها دماءُ شُهداءِ نسور الزوبعة شمعةً على طريق فلسطين.
وأعلن بنات إحالة ملف اغتيال العميد محمد سليم إلى المحكمة الحزبية، لأن هذا الملف آن له أن يُحلَّ، ولن يُغلقَ، إلا ومعه الحقيقةُ بمن أراد اغتيالَ الحزبِ باغتيالِ قادتِه.
وأكد أن الحزب عاد ليفعّلَ عملَه العسكري والمقاوم، وليكون كما كان دائماً طوال تاريخِهِ ومنذ تأسيسِه، في مواجهةِ المشروع المعادي، والذي تشعّبَ ليكون إسرائيلياً في فلسطين، وتكفيرياً في الشام ولبنان، وتفتيتياً أينما استطاع، كما عاد ليكون في طليعة المواجهة، وعاد لساحته الطبيعية، حيثُ كان وحيثُ يجب أن يكون، وعاد ليواكبَ القوميين الذين لم ينكفئوا عن واجبِهم، والذين نوجّهُ لهم التحيةَ اليوم.
وأضاف أن وحدة الساحات ليست شعاراً، بل حقيقةٌ يشعرُ بها العدو قبلَ الصديق والشريك، ونحنُ اليومَ مقاومةٌ واحدةٌ لا مقاومات، مع شركائنا في حزب الله، جسدٌ واحدٌ ومشروعٌ واحدٌ في مواجهةِ العدو، وفي دربِ تحريرِ فلسطين، كلَّ فلسطين، ولا ينفصلُ الواجبُ المقاومُ عن واجبِ البناء، والذي ينطلق من واجبِ إصلاح المجتمع وتأمين حياةٍ أفضل لأبناءِ شعبنا.
وفي موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، أكّد بنات على موقف الحزب الرافضِ لرئيسِ جمهورية، يحاولُ البعضُ تمريرَ اسمِهِ اليوم، هو الآتي بمشروعٍ اقتصاديٍ خانق، سيملي علينا ما لا نقبلُ به، وأن رئيسُ الجمهوريةِ الذي نريد، هو من يحملُ في مشروعِه حلولًا اقتصاديةٍ مناسبة، ويسعى لفتحِ الآفاق، والذهاب نحو سوقٍ مشرقيةٍ مشتركة، والأهم، أن الرئيسَ الذي نريد، هو رئيسٌ يؤمنُ بالمقاومةِ، لا يهادنُها مصلحياً، ويؤمنُ أن عمقَنا الشامي، أي الدولة السورية، هي الراعي والحاضنُ والداعمُ والظهرُ الحامي لحالتِنا المقاومة، وهي الرئةُ التي يتنفّسُ منها الاقتصادُ والمجتمعُ اللبنانيان، ويتكاملان معها من أجلِ مصلحة أبناء شعبِنا.
ووجه تحية للشام، حاضنة مشروعِ تحريرِ فلسطين، وراعية العملِ المقاوم سياسةً وفعلًا.
وفي الختام أكدّ أن تفعيل مشروع الحزب النضالي المقاوم، يثبت أن أنطون سعاده هو الرجل الأقوى في حزبه، وأن هذا الحزب يسير اليوم على الخطى التي رسمها له، وأن فلسطين التي ناضل من أجلها الشهيد العميد تبتسم له، وسيدخلها رفقاؤه كما أراد هو، وهذا يقين لا ريب فيه.
تحية اجلال وإكبار للذين عملوا على إحياء الذكرى بمناسبة استشهاد العميد محمد سليم،
تحية للذين شاركوا بحضورهم هذا المهرجان المميز ،
وتحية للسادة الخطباء الذين عبروا عن مشاعرهم تجاه الشهيد وعن تقديرهم لدور الحزب القومي وريادته في العمل المقاوم منذ أن بدأت المسألة الفلسطينية الايهي في صميم نضال القوميين الاجتماعيين ،
وتهانينا الحارة للقيادة الحزبية المركزية وعلى رأسها الأمين الدكتور ربيع بنات رئيس الحزب والأمين عامر التل رئيس المجلس الأعلى بنجاح هذا المهرجان احياء لذكرى استشهاد العميد محمد سليم.بكل.محبة وتقدير ولتحي سورية وليحي سعاده.
الأمين فاروق ابوجودة.