أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي، حفلاً تكريمياً للأمين عباس الدبس، في قاعة مسجد المصطفى في بعلبك، حضر الحفل رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التل، أمين عام حزب الاشتراكيين العرب في لبنان السيد حسين عثمان، النائب السابق كامل الرفاعي، رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي، القنصل حسن اليحفوفي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر مُمَثلاً بالمهندس جهاد حيدر، رئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة مُمًثلاً بنائبه السيد جمال عبد الساتر، رئيس اتحاد غربي بعلبك السيد إبراهيم نصار، رئيس بلدية بعلبك السيد مصطفى الشل، وفاعليات بلدية واختيارية وسياسية واجتماعية.
قدمت الحفل نورا رعد
كلمة المنفذية ألقاها منفذ عام منفذية بعلبك الرفيق عبدو الحسيني، قال فيعا أننا نجتمع اليوم بكل فخر واعتزاز لتكريم قامة سورية شامخة وسنديانة قومية متجذرة في منطقة بعلبك، يتظلل بها الكثير من أبناء الجيل الجديد، الأمين عباس الدبس، الذي ولد في بيت عماده المحبة والتفاني في سبيل الناس، ونشأ محباً للعمل الاجتماعي، وكان مثال القومي المتفاني في سبيل مجتمعه وبلاده.
وألقى النائب السابق الدكتور كامل الرفاعي كلمة، أكد فيها أننا نجتمع اليوم لتكريم مناضل يتميز بالشموخ والوفاء والعنفوان، ولنكرم ابناً باراً لعائلة، شكلت مع مجموع العائلات في بعلبك عائلة واحدة موحدة، تفرح لفرح بعضها، وتحزن لحزن بعضها، وأكد أنّ الفتنة في بعلبك ممنوعة، والانقسام منبوذ، واللعب على الوتر المذهبي مرفوض، وختم أن الأمين عباس لم ينطلق في مواقفه النضالية من خلفية عائلية أو مذهبية، إنما من خلال فكر قومي اجتماعي وحدوي، ولعل من أبرز القضايا التي أعطى لها وقتاً كبيراً من حياته، القضية الفلسطينية، التي بذل في سبيلها الجهد الكبير والنضال المتواصل نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ثم ألقى حضرة رئيس الحزب كلمة، أكد فيها أن الأمين عباس الدبس كان قومياً بحق، في زمنٍ خان فيه من خان، حاد فيه من حاد، تواطأ فيه من تواطأ، وسقط على قارعة الطريق من سقط، لم يحبط سجن الرجل الذي اعتقل عام 1958 عزيمته، بل زاده إصراراً على إكمالِ المسيرةِ التي كانت لتكلفه حياته، وأضاف أن الأمين عباس لم يعد من المعارك التي خاضها كاملاً، فقد كان يترك من نفسه شيئاً، كلما عاد من معركة استشهد له فيها رفقاء، ولذلك نرى منه ملامح كلما زرنا ضهور الشوير والمتين، وقال إننا نشكره لتأسيسه عائلة قومية اجتماعية، ولجراحه وآلامه يوم سجن في انقلاب الـ 1962، ولخوضه معارك الحزب بإيمان وقوة، وبقي بهذا الثبات.
وأكد أننا نطالب بتكريس مبدأ المحاسبة، من أجل بناء دولة المؤسسات، ودون محاسبة لا نكون قد خطينا أي خطوة إلى الأمام، والمحاسبة هنا تعني البدء بترميم أو حتى بناء قضاء مستقل عن الحالة السياسية القائمة، انطلاقاً من مبدأ فصل السلطات، فعندما نبني قضاءً سليماً، يمكننا تالياً التوجه نحو تفعيل عملية المحاسبة، أكان من خلال البدء بعملية تدقيق مالي جنائي، أو من خلال تدقيق تشريعي أو من خلال تدقيق إداري.
واعتبر أن بناء القضاء بشكل سليم وتعزيز استقلاليته، هو أمر يحتاج إلى تكامل مؤسساتي من جديد، و التكامل المؤسساتي يعني انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين للسلطة، وحدد ثلاثة معايير أساسية لانتخاب رئيس الجمهورية، وهي أن يكون لديه مشروع إصلاحي يولي بناء المؤسسات، ومبدأ المحاسبة على المشاريع الخاصة، وأن يذهب بمشروعه هذا نحو بناء اقتصاد متين لا يقوم على مبدأ الاقتصاد الريعي، ولا يسعى من خلاله لتدمير أي من القطاعات الإنتاجية، وأن يكون يؤيد المقاومة تأييداً تاماً غير مشروط، والمعيار الثالث أن يكون يؤمن بالعلاقات المتميزة مع الدولة في الشام، وأن يكون باستطاعته تأمين علاقات جيدة مع المحيط العربي لا سيما في هذا الظرف الذي أعيدت فيه العلاقات العربية – العربية إلى الشكل والمضمون الذي نتمناها أن تبقى عليه.
أضاف أننا أعدنا تفعيل حضورنا المقاوم كما كنا دائماً، وجهاً لوجه مع جيش الاحتلال، وفي ساحتنا الطبيعية وحيث يجب أن نكون دائماً، ولأننا منذ منحنا القوميون ثقتهم، قطعنا على أنفسنا عهداً، ألّا نساوم على ما أقسمنا، وألّا نخون فكر زعيمنا، وألا نكون إلا على قدرِ طموحات القوميين الاجتماعيين، وأكد أننا نعلن اليوم، أننا باقون في الجنوب، وحيث تدعونا الحاجة، في طليعة العمل المقاوم، حتى تحرير الأرض.
وقلّد حضرة الرئيس المحتفى به وسام الواجب، وقدمت له منفذية بعلبك درعاً تقديرياً وفاءً لتضحياته، وتكريماً لمسيرته النضالية.