ذكرى التحرير محطة تاريخية اشرقت نصرًا مشرّفًا

25 من آيار محطة تاريخية اشرقت نصرًا ورسخت معنى حدود السيادة الوطنية، ورسمت ملحمة الصمود والمقاومة بالفكر والنهج والسلاح فتتوجت بالانتصار الذي أكد على نفسية شعب يأبى الذل والهوان والعيش عيشة العبودية ،يقاوم ليحيا حياة الاحرار.

ان بذور التحرير التي غرزتها المقاومة منذ وطأت اقدام الاستعمار ارضنا اينعت وبرزت في محطات عدة في نفوس والارواح المتمردة، و تجلى فعل المقاومة حين انزل الزعيم انطون سعاده وهو طفلا علم فرنسا، وواصل مسيرة حياته النضالية في اروقة السياسة والثقافة وبين احضان شعبه فاستنهض الهمم وفضح المستبدين والمتخاذلين وخطط الطامعين فأنشأ حركة فكرية ثائرة مؤمنة بالبطولة وعظمة شعبنا وختم حياته بالاستشهاد ليشكل منعطفا في حياة أمة بأسرها.

ولنا بشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي نموذجًا مشرفًا نفتخر به فقد كانوا رواد المقاومة واشعلوا فتيلها وحققوا نقلة نوعية في المعادلة، وكان لهم الاثر في تغيير وجه التاريخ من أول شهداء الدفاع عن فلسطين حسن البنا، الى سعيد فخر الدين الشهيد الاوحد لاستقلال لبنان، إلى عملية سوق الخان -حاصبيا1982، وعملية الويمبي والشهيد البطل خالد علوان، للعمليات الاستشهادية وسناء محيدلي ووجدي الصايغ وغيرهم، إلى أميننا الحبيب الذي قصم ظهر الامتداد الصهيوني ومشروعه.

القائمة تطول ولنا في كل محطة بصمتنا الممهورة بالدماء الطاهرة.

وبما ان المقاومة فعل تراكمي لايهرم مع التقادم ينتقل من جيل لجيل يبدأ من نقطة وينتشر إلى اللانهاية ليشمل كل أبناء الامة بمختلف انتماءاتهم ،يزداد قوة كلما زاد الوعي القومي ،وهو فعل متعدد الجوانب لايختزل في معركة الدفاع عن الارض، بل ان الدفاع عن الارض هو حصيلة ثقافة ووعي تدفع بالفرد لبذل نفسه في سبيل قضيته وتجعل من التضحية سبيلا للحياة، وقد أكد ذلك حزب الله من خلال بطولات رجالاته وتضحياتهم في معركة التحرير، وقدم نموذجًا نفتخر به، فقد دحر ابطال المقاومة الاحتلال الاسرائيلي واجبرهم على الانهيار والانسحاب دون قيد او شرط وتسليم الاسرى والعملاء للقضاء والسلطة اللبنانية، فكان التحرير لحظة اعلان عهدًا جديدًا في تاريخ الصراع مع عدونا الوجودي ،خرجت فيه المقاومة بعد سنوات من السبات من الحالة الردعية للحالة الهجومية وأكد حزب الله بأعماله على احترام سيادة الدولة اللبنانية وتحقيق معادلة( جيش والشعب والمقاومة)، ولا بد هنا من ذكر دور الدولة السورية في هذا الانتصار من خلال ما قدمته من دعم ورعاية للمقاومة سياسيًا وعسكريًا.

وبهذه المناسبة العظيمة يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي ان فعل المقاومة ليس قرارًا وانما قدرنا المحتوم لبلوغ غايتنا وهو صلب عقيدتنا التي تساوي وجودنا، ملتزمون به بالفكر والنهج والسلاح ثابتون على عودة الحزب لساح الجهاد واسترجاع مكانته في محور المقاومة الذي انطلق به.

رئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين عامر التل