على الرغم من الأجواء الإيجابية التي أرختها نتائج قمة جدة العربية على المشهد السياسي العام في المنطقة وعلى المواقف اللبنانية المعلنة أقله،إلا أن الإتصالات والمعلومات المتوفرة من أكثر من مصدر وجهة على صلة،لا تُوحي بوجود أي تقدم على صعيد الإستحقاق الرئاسي.
ووفق المعلومات المتوفرة لـ”صباح الخير –البناء” فإن لا شيء جديداً في الملف الرئاسي ،لا فرنسياً ولا عربياً حتى الآن وأن الحل قد لا يكون سريعاً بالرغم من الضغط الدولي في هذا المجال.
وتتحدث المصادرعن إمكانية الدعوة إلى جلسة وفق ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أوائل شهر حزيران المقبل،لكنها تلفت إلى أن الأمورلم تنضج بعد وأن الطبخة لم تستو.
وما يُعززهذا التوجه ما نُقله زوارعين التينة عن بري لجهة كيفية إستثمارإيجابيات القمة العربية وعدم الإستمرار في التمترس وراء المواقف المتصلبة وإنكار الواقع بما يزيد الوضع سوءاً.
في المقابل، يبدو أن المراهنة على التفاهم بين قوى المعارضة النيابية وتحديدا “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، قد سقطت وفشلت وفق مصادرالتيارالتي تؤكد لـ”صباح الخير-البناء” بأن الإتصالات والمفاوضات مع القوات اللبنانية لم تصل إلى أي مكان، وقد طويت صفحة الوزيرالسابق جهاد أزعورلعدم التوصل إلى إتفاق عليه، ولعدم رغبته شخصيًا في أن يكون مرشحًا للمواجهة، وبالتالي يمكن القول بأن الأمور عادت إلى المربع الأول.
وهذا الموقف أعلنه صراحة عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون،وقال لـ”صباح الخير –البناء”:”إن المفاوضات مع المعارضة لم تصل إلى خواتيمها لأن التياريبغي منها التوافق مع الفريق الآخروليس المواجهة والتشاوريجب أن يبقى قائماً حتى تتوفّرمعطيات جديدة”.
وبإنتظارأن تعود مجموعة الدول الخمس (الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية ومصر وقطر )، إلى الإجتماع مجدداً لمحاولة التفاهم على صيغة موحدة لإخراج الإستحقاق الرئاسي إلى النوربعدما تأجل اللقاء بسبب التباين في المواقف، وبسبب إنعقاد القمة العربية في جدة، يبقى الحراك الداخلي ينتظرما سيتوصل إليه نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب الذي إنتقل إلى المرحلة الثانية من مبادرته ويتحدث عن مرحلة ثالثة.
وتقول مصادرمطلعة على حركة بوصعب إن مبادرته جدية وهو يسعى لتحديد هواجس كل الأطراف قبل الحديث عن الإسم، والمرحلة الثانية من مبادرته هي الحديث بتفاصيل المشروع المطلوب للمرحل المقبلة والهواجس والأولويات.
فمنذ أيام زار بو صعب مقرالرئاسة الثانية في عين التينة وإلتقى الرئيس بري وعرض معه الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية وغادردون الإدلاء بتصريح.
ويوم السبت في 20 أيارزاربوصعب معراب وإلتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في حضورالنائب ملحم الرياشي، وبعد ساعة، وصف بو صعب اللقاء الثاني مع جعجع بـ”الإيجابي،واليوم تقدمنا خطوة عن المرحلة السابقة، من خلال أسس متفق عليها، ولم يعد من عقبات أمام الخطوة الثانية المتفق عليها مع الجهات السياسية”.
وقال:” لا يملك أحد الحل السحري لجهة إنتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن الإيجابي في الموضوع هو البدء بالتحاورمع بعضنا البعض في المعطيات المتواجدة وقول ما هو الممكن وغير الممكن”.
وكشف عن لقاء ثالث يحدد موعده في وقت لاحق، وعن مد جسو يشمل كل الأفرقاء السياسيين بمعزل عن ترشيح أو تسويق أي إسم لرئاسة الجمهورية”.
وتحدث عن الحوارمع الرئيس بري، والقوات، ورئيس التيارالوطني الحرجبران باسيل، رئيس تيارالمردة سليمان فرنجية، حزب الله، الكتائب، التغييريين، ميشال معوض وكل الأطراف السياسية، حول خريطة الطريق التي من الواجب السيربها.
وهكذا يكون بو صعب يُجري الحوار الذي كان دعا إليه بري أكثرمن مرة ، بطريقة غيرمباشرة مع مختلف القوى في محاولة للتوصل إلى قواسم مشتركة حول الإستحقاق الرئاسي.
وبإنتظارالمرحلة الثالثة من مبادرة بو صعب التي يبدو أنها ستكون مرحلة الأسماء، يبقى الإستحقاق الرئاسي على قارعة الإنتظار والتفاهمات الإقليمية والدولية التي ربما تنعكس محلياً في وقت من الأوقات، وسط تخوف البعض من أن إطالة أمد التفاهم، قد يزيد من التعقيد والإنعكاسات السلبية على الواقع الداخلي.
فالنائب غسان سكاف عمل على مبادرة من اجل التفاهم على إسم مرشح من قبل المعارضة في مواجهة رئيس تيار “المردة ” سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وحلفائهما.
ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، كان تقدم بمبادرة إقترح فيها عدداً من أسماء المرشحين وكذلك نواب التغيير، والرئيس بري ألمح إلى موعد 15 حزيران المقبل من أجل الحث والدفع بإتجاه التوافق والتفاهم على إخراج الإستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، إلا أن الوقائع تشي بأن الجميع ينتظرتحرك السفراء والمبعوثين ما بعد قمة جدة لتبيان الخيط الأبيض من الأسود في هذا الملف.