أيّها القوميون

إنّ حزبنا، وفي كل محطة ومرحلة مفصليه هامّة، يتعرّض لجملة من المعوّقات والعراقيل لثنيه عن التقدّم والتطور باتجاهات تخدم فكره وفق ما أراده سعاده عندما عمل على وضع نظام النهج الذي يحكم عمل المؤسسات داخله.

وتلك العراقيل لم تأت من الفراغ أو نتيجة خلل ما، بل هي نتاج أشخاص تسلّقوا ليصلوا إلى مراتب تمكّنهم من تحقيق ما يخدم نتاج عقولهم المريضة الفارغة إلّا من أمراض وأفعال تسيء إلى النهضة وحزبها، وتؤثر سلبًا على القوميين الشرفاء المؤمنين بما أقسموا عليه ويناضلون في سبيل تحقيق ما آمنوا به وعملوا لأجله.

أيّها القوميون

إنّ تلك النماذج وأفعالها لم تظهر فجأة أو خلال فترة من الزمن، بل هي أمراض نفسيّة وعضويّة بدأت حين وجدت لها بيئة تستوعبها فظنّت أنّها استطاعت أن تحقّق مبتغاها بواسطة قلّة قليلة تسلّلت وتموضعت في أماكن ومسؤوليات وعملت بما أملت عليها نزعتها الفردية ومصالحها الخاصة فشكّلت إطارًا مشوّهًا داخل نهضتنا.

توهّمت هذه القلة أنّها تتحكم وتسيطر على عقول وإرادات آمنت بسعاده وحده دون شريك له أو وصيّ على فكره، ففعلت المستحيل لكن دون جدوى، استفادت من لعبة الوقت وبعض الظروف الطارئة ونسجت خارج حزبنا علاقات سخّرتها للمضي بانحرافها، وظنت أنّها تشكل لها عامل الأمان والحماية للإمعان في الإطباق على كل شيء، لكنّها عجزت واصطدمت بفئة ما هادنت أو خضعت أو ساومت وكانت المدماك الأساسي والحقيقي لمنعها من تحقيق مضامينها الفارغة.

أيّها القوميون

أنتم ضمانة نهضتنا وحماتها، وأنتم خشبة الخلاص لحزبنا للعبور فوق أمواج الكذب والرياء، فبلوغ القمة لا يوقفنا لأننا نتطلّع إلى قمم أعلى وأعلى، وقتالنا اليومي هو في سبيل قضية أمّة لا قضية أشخاص، ونضالنا المستمر لا يتوقف عند حدود ترسمها أمنيات أو تسويات أو إرضاءات بل هو صراع دائم وجهاد طويل لتبقى سوريانا حيّة وتنال حريّتها بإرادة المقاومين وتصبح سيّدة على نفسها وعلى وطنها.