سوريا وايران شراكة دائمة في الحرب والسلم

رغم المؤامرة التي حاكتها “اسرائيل” وحلفائها، ودعمتها بقوة واشنطن بضرب سورية لتغيير مسارها السياسي وإرضاخها لهيمنة الإرادة الامريكية بإنهاء محور المقاومة وتفكيكه لإبعاد خطره المقلق عن ربيبتها “اسرائيل”، لم تستطع الحرب الدامية التي تعرضت لها الشام من إزاحتها عن ثوابتها والتزامها بنهج المقاومة بفضل قيادتها، ودعم حلفائها في محور المقاومة وعلى رأسهم ايران وروسيا، الحليف التاريخي، ودورها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً في مساندة سوريا ومكافحة الارهاب. بالاضافة إلى بطولة شعبنا في الشام وتماسكه الذي اثبت للعالم كله انه خلق ابجدية جديدة للمقاومة مثلما خلق وصدر ابجدية الحرف.
إن سوريا قيادة وشعباً وحلفاء جعلوا من الازمة والحرب جسراً عبر منه محور المقاومة نحو الانتصار وتعزيز قدراته لمواجهة وتهديد الكيان السرطاني، وانهاء نفوذ وألاعيب الولايات المتحدة الامريكية، فحققت بذلك سوريا وايران تطوراً جيوسياسياً على الصعيد الاقليمي.
وتأتي زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي البالغة الاهمية لدمشق لتؤكد على انتصار الارادة السياسية للمقاومة علاوة على ابعادها السياسية والاقتصادية والامنية ،وتركز على العلاقات الاقتصادية والسياسية من خلال المباحثات التي تتناول قضايا استراتيجية وتؤكد على مثياق الشراكة بين البلدين، وعلى عزم طهران على تعزيز التعاون الثنائي من خلال اتفاقيات اقتصادية محورية.
لقد دعمت ايران سوريا وكانت الى جانبها خلال حربها ضد الارهاب التكفيري عسكرياً واستراتيجياً وقدمت دماء طاهرة على ثرى الشام وستظل شراكتها مع سوريا دائمة في الحرب والسلم، واليوم تؤكد كامل استعدادها لدعم سوريا اقتصاديا لمواجهة الارهاب الاقتصادي والانطلاق بعملية اعادة الاعمار.
وقد اكد الرئيس الاسد ذلك من خلال قوله: “ان ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين سورية وايران إلى الحالة المماثلة في العلاقة الاقتصادية ،مسألة ضرورية ،ويجب ان تستمر حكومتا البلدين في العمل عليها لتقويتها وزيادة نموها”.
ويثبت توقيت الزيارة ان دمشق ملتزمة على المحافظة على تحالفها وعلاقتها مع ايران وفصل ملفها عن ملف اعادة تطبيع العلاقات مع دول العالم العربي
خصوصا بعد التحولات الحاصلة لكلا الجانبين، من عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية الذي يعتبر بمثابة اعتذار واقرار بهزيمة المشروع التقسيمي وانتصار سوريا وحلفائها ،وما استئناف العلاقات السعودية والخليجية ،وطلب تركيا عودة العلاقات مع الشام ،وفي الجانب الإيراني التقارب الايراني السعودي وعودة العلاقات الدبلوماسية، وفشل السياسة الصهيونية بوضع حد للنفوذ الايراني في المنطقة وابعادها عن محور المقاومة، وقد جاء لقاء الرئيس الايراني للفصائل الفلسطينية بمثابة اعلان صريح لفشل محاولات التطبيع ،و باولوية المسألة الفلسطينية و ثبات ايران بجانب المقاومة.
واليوم بعد رسالة الانتصار والاحتفال التي حملتها زيارة الرئيس الايراني تخيم اشباح الرعب الحقيقي على “اسرائيل”وتعيش حالة تخبط وانهيار من تصاعد العمليات النوعية للمقاومة ،واسترداد سوريا لقوتها وصلابتها وموقعها في محور المقاومة ،ومن ايران التي اعادت التوازن لعلاقاتها مع دول العالم العربي بعدما حاولت الصهيونية شيطنتها وحرف بوصلة العداء نحوها.
ونحن نؤكد للكيان السرطاني الزائل ان محور المقاومة سيظل يهدد مصلحة أمن “اسرائيل” ويدفع بوجودها للهاوية، وستظل سوريا بقيادتها وشعبها وبدعم حلفائها ايران الواسع والمفتوح صاحبة الدور المحوري والرئيسي بالصراع الوجودي ضد الكيان المحتل .