الساعة صفر نحن من يحددها

أيها القوميون

إنّ الردع الذي فاجأ عدونا وجعله في حيرة من امره نتيجة فعل المقاومة داخل مجتمعنا وظهور حجم القوة والقدرة لدى ابناء شعبنا على الصعيدين المادي والنفسي، قد رسم صورة تعكس مدى الترابط الفعلي والجدي في محور المقاومة ووضع العدو في موقف المحرج والذليل، واطلق لهذا المحور اليد الطولى في تحديد ساحات المواجهة وساعة الصفر، حاسمًا شكلًا جديدًا من الترابط بين الداخل الفلسطيني وكل مقاوم في أمتنا مؤمن بضرورة دحر الأعداء عن كامل ترابنا المحتل.

إن تفاقم القوة يؤكد أنً حجم المواجهة سيكون كبيرًا لا بل مدمًرا، مما يحملنا مسؤوليات كبيرة في سبيل تفعيل جهوزيتنا وحضورنا ورفع معنويات بيئتنا وتحضيرها لكافة الاحتمالات وشرح كافة الأوجه التي ستتخذها اي حرب او مواجهة في المستقبل، لأنّ طبيعة عدونا وداعميه هي عدوانية وهمجية وتفرض مصلحتها ولا تعير أي اهتمام لحقوقنا أو لشعبنا.

ايها القوميون

إنّ الصراع والكفاح المستمر حتى استعادة تلك الحقوق هو واجب كبير وأمانة مستحقة علينا يوم اقسمنا يمين الانتماء لهذه النهضة التي أتت على يد إنسان عظيم، استشرف باكرًا تلك المخاطر وحذرنا مما نحن فيه الآن، لكن كثرة المتآمرين في الداخل والخارج الذين عاجلوه بطلقات غدر وخيانة لم تستطع النيل من عظمة فكره ومن المخلصين المؤمنين بهذا الفكر.

إنّ الدور الملقى على عاتقنا يتخطى القيام بما يمليه علينا التزامنا بواجباتنا الحزبية وبتعاليم معلمنا سعاده، ليصل الى إطلاق صرخة مدوية في مجتمعنا وثورة حقيقية في تكريس مفاهيم جوهرية تتمثل بنقطة أساسية تتجسد في أنّ حقوق أمتنا الكاملة هي أصل لا مجال إطلاقًا للتخلي عن جزء منه لو واجهتنا كل أساطيل وأباطيل العالم، ومهما اشتدت علينا ظروف العيش، لأنّ الحياة هي بالمواجهة وبالمقاومة وبالاستشهاد.

أيّها القوميون

أنتم الصخرة العصية في زمن التفاهات، وأنتم الضمانة لمشروع التحرير حيث قولكم قول وفعلكم فعل، ونهجكم هو سفينة النجاة من عبودية تحاول السيطرة على عقولنا لغسلها بقذارة الأفكار المستوردة والمخدرة لإرادتنا والملوثة بحقد دفين ومزمن يطل علينا بين الفينة والأخرى بأوجه متعددة لينال من أبرياء وأبطال وهمم ستغير وجه الحاضر والمستقبل.

ناضلوا باستمرار وعاجلوا أعداءنا بضربات محكمة وموجعة، ولا تترددوا عن تنفيذ أي عمل بطولي مقاوم حين تسنح لكم الفرصة في اي مكان وزمان، لأنّ التاريخ سيسجل أنّ دماءكم ستخط بيانات النصر وعلى راحاتكم سترفع رايات عز خفاقة لأمة ظنها اعداؤها انها منسية.