“إنّ أصعب ما قد يعاني منه الشباب الحر الثوري القومي البعيد عن فلسطين جغرافياً، القريب منها روحيّاً، هي قلّة الحيلة التي قد تجعل اليأس يتسلّل الى قلوبنا. فكيف نواجه قلّة الحيلة؟ علينا الحفاظ على روحنا روح القتال وروح المقاومة. كيف يحافظ عليها بطريقتين؟ الأولى: الاستعداد التامّ للتضحية بالمال والبيت والأولاد وحتّى الروح، وهكذا فعل سعاده، حين قدّم أغلى ما يملك من أجل قضيّته، وثاني نقطة: الإيمان التامّ بحتميّة النّصر، أي أنّه يجب علينا أن نثق بأنّ التحرير قادم وأنّ اليوم نحن مجتمعون في جبال لبنان، والعام المقبل سنجتمع في جبال القدس. وإذا نظرنا لكل المؤشرات داخل الكيان، المؤشرات العسكرية والاقتصادية والسياسية نلاحظ أنّ هذا الكيان بدأ يأكل نفسه بنفسه و المقاومة بدأت تتلائم وتصبح كالجسد الواحد. المقاومة أصبحت محوراً ملتفاً على “اسرائيل” متمثّل بسوريا ولبنان وفلسطين وأنّ المقاومة أصبحت أقوى. ومنذ أيّام قامت المقاومة الفلسطينية بضرب شمال فلسطين من جنوب لبنان فقام العدو برد على قطاع غزة من الساعة 12 ليلاً حتى الساعة 12 ظهراً يقصف مواقع فارغة دون وقوع اصابات لماذا لان هذا العدو لأول مرة يواجه مقاومة تكاد تعادله في القوة”.
بهذه الكلمات دقّ الطالب محمد جمال ابو سمهدانة، على قلوب القوميّين الاجتماعيّين، خلال احتفالٍ لمناسبة يوم الأرض، في عرزال انطون سعاده في ضهور الشوير، يوم السبت الفائت.
أبو سمهدانة، من نازحي بئر السبع إلى قطاع غزة، أي أنّ أجداده هاجروا من بئر السبع إلى غزة قديماً، هو طالب جامعي متخصص بعلوم الكمبيوتر، مواليد 2001/12/14.
في حديثٍ لـ “صباح الخير-البناء” مع أو سمهدانة، رأى أنّ “دور الشباب هو دائمًا الدور الأهم، لأنّ الشباب كما يقال هم وقود الثورة، هم الأكثر حماساً للحريّة، فيحمل الشباب الثورة ويسيرون بها مسافات طويلة ولا يكلّون ولا يتعبون. فإذا ضعف دور الشباب في أي قضيّة أو ثورة خسرت شعلتها وانطفأت وماتت”.
كما اعتبر أنّ “الشباب في فلسطين مستمرّون في ثورتهم، ويقومون بواجبهم تجاه أرضهم، وكل من ينظر إليهم ينصدم، فما من شباب ثائر قدم نماذج كالتي قدمها شبابنا”.
ومن جهةٍ ثانيةٍ، رأى أنّه “بالنسبة للشباب الموجودين خارج فلسطين الذي يمكن أن نقول عنهم “قليلي الحيلة”، الأهم من ما هو دورهم هو ألا يسمحوا لليأس أن يتسلّل إلى قلوبهم، لماذا؟! لأننا اليوم شباب بعيدين عن أرضنا غير قادرين أن نقوم بأي شيء. مع العلم أن الشباب اليوم متحمّس بالمعنى الفصيح “إذا بتفلته عالصخر بياكله”، ففي ظل هذه الطاقة التي هي طاقة الشباب التي تحمل الثورة الحقيقية، وبسبب بعدنا عن فلسطين ففي أغلب الظنّ تسيطر علينا قلة الحيلة وتسمح لليأس أن يتسلّل إلى قلوبنا. فنرى الشباب بعد فترة معينة تذبل الثورة التي كانت موجودة في داخلهم، فيهاجرون أو يسافرون وتصبح القضية آخر همومهم”.
وشدّد على أنّ “الدور الحقيقي لنا نحن الشباب أن نستذكر فلسطين دائماً، رغم المصاعب وقلة الحيلة، ونحوّل قلة الحيلة إلى قوة، ونزداد غضب وشوق للأرض والوطن. وأهم ما يمكن للشاب أن يقوم به هو استذكار فلسطين في كل مكان وكل زمان، أن يستذكر هذه الأرض ومظلومية هذا الشعب كل يوم وفي كل وقت وكل دقيقة، حتى تصبح هذه المسألة عبارة عن هويّته الحقيقية، فيصبح ممزوجاً بها في جسد واحد، مهما تآمر عليها العالم وحيكت عليها لا يمكن فصلها عنه”.
وختاماً يمكنهم أن يعبّروا “من خلال مشاركتهم بجميع المناسبات التي تتعلق بفلسطين، أن يضحوا بمالهم ووقتهم وكل ما يملكون من أجل فلسطين، ف”عادي” إن كان هنالك مظاهرة لفلسطين ولديك مئة ألف في محفظتك أن تضحي بها وتشتري علم فلسطين لتشارك في المظاهرة، “عادي” أن تلغي مشاريعك مع رفاقك لتشارك في حدث يتعلق بفلسطين”.
بالنسبة للطلبة، يجب على كل الطالب أن يؤمن أنه “العنصر الأساسي ومحرّك الثورة، عليه أن يعلم أنّ دوره ليس بقليل بل هو أكبر ممّا يظن، ولا يوجد ثورة بالعالم من الثورة البلشفية، والثورة الشيوعية في الصين إلى الثورة الفرنسية والثورة الإسلامية في إيران، إلا وولدت من الشباب والطلاب، من خلال الندوات الثقافية والأماكن الفنيّة مثل المسارح وغيرها، ولكن يبقى الدور الرئيسي للطالب وابن الجامعة”.
ورأى أنّ “على هذا الطالب أن يعمل على نفسه فكريًّا حتى ينضج فكرياً وعقائديًا، وأعني عقائديًا أي أن تكتمل عقيدة القتال عنده، ويجب أن يطور من نفسه كثيراً، لأنّنا موجودون بأسمى مسألة وهذه المسألة لكي تكون أنت كفوء أن تقاتل لأجلها وتتبنّاها وتتكلم عنها، يجب عليك أن تكون من نخبة هذا المجتمع، يجب على الطالب الجامعي أن يشتغل على نفسه على كل الأصعدة لأن هذه القضية تحتاج إلى النخب، لدينا كثير من الناس والشباب منها من بقي ومنها من رحل، ولكن أكثر ما تفتقره هذه القضية هي النخب، وبالختام إذا كل طالب طوّر من نفسه ثقافياً وفكرياً وعلى جميع الأصعدة لن يبقى هنالك احتلال”.