أكيتو بريخو _ رأس السنة السّوريّة

في الأول من نيسان من كل عام يحتفل السّوريون ببداية الربيع والخصب والزّراعة، ونهاية موسم المطر والبرد،
هو رأس السنة السّورية الذي يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر ودورة الطبيعة، فقد كان شهر نيسانو (نيسان) يبدأ بحسب التقويم الآشوري بليلة الاعتدال الطبيعي، حيث يحدث هذا العيد حين يكون الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الاعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع، وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان.
يعد التقويم السوري أول تقويم مازال مستخدماً حتى الآن، إذ يقدّره البعض هذا العام ب(6773).
يرتبط التقويم السوري بعشتار الربة الأم الأولى منجبة الحياة نجمة الصباح والمساء في آن معاً.
عشتار التي تلقب في الأسطورة بـ أم الزلف . وهي نفسها أم الزلف التي مازال الناس يغنون لها في أرياف سورية الطبيعية إلى يومنا هذا.

ويتم تداول جملة أكيتو بريخو للتهنئة بالعيد والتي تعني الفرح والسعادة. ويعتبر رأس السنة السّورية أقدم تقويم في تاريخ البشريّة، حيث اتّحدت البيئة السورية الخصبة بمزاج وحضارة أهلها، فاحتفلوا برأس السنة والخصب والحياة. والجدير بالذكر أنّ بعض الطّوائف السورية تعمد حتّى اليوم إلى إظهار احتفالها بهذا العيد عبر وضع أكاليل الزهور البيضاء على أبواب بيوتها، وتتبادل التهنئة به. هو عيدنا وموروثنا الغالي والأصيل، فحضارة أمتنا ليست بكذبة أول نيسان، بل الحقيقة التي هي نحن، واحتفالنا برأس السنة السورية احتفالٌ بتجدد الحياة، كي تحيا سورية.

ناموس مساعد لعمدة الثقافة-يمنى الأعور