“أكيتو بريخو” أو رأس السّنة السّوريّة
اعتمد السّوريّون القدماء الأوّل من نيسان ـ بدايات فصل الرّبيع ـ موعداً لبدء التّقويم حين تنطلق الحياة في الأرض. يعتبر “أكيتو” أقدم تقويم إنساني معروف انتشر في بلاد ما بين النّهرين وفي بلاد الشّام، يتميّز عن التّقويمين الميلادي والهجري بأنّه قائم على الطّبيعة القريبة منّا وليس على الشّمس والقمر.
احتفل تاريخيّاً بهذا العيد السّومريّون والآشوريّون والأكاديّون وغيرهم منذ 6773 عاماً، تطوّر خلالها من مناسبة لتجدّد الحياة الزّراعيّة إلى عيد وطنيّ للسنة الجديدة يُحتفل به بمشاركة الملك.
يحتفل السّوريّون حتّى يومنا بهذا العيد حيث تُقدّم القرابين والنّذور والأضاحي وتسير مواكب احتفاليّة كبيرة وتقام الألعاب الرّياضيّة والرّقصات. كانت الاحتفالات تستمر 12 يوماً من 21 آذار إلى 1 نيسان اليوم الّذي يعود فيه الإله آشور وفي منتصف المدّة كانوا يقيمون أفراحهم وأعراسهم وطقوس الزواج المقدس، كما درجت عادة وضع الورود البيضاء على أبواب المنازل.
يكتسب الإنسان خصاله من الطّبيعة، في سورية طبيعتنا حيّة ومتجدّدة وخصبة. لذلك الشّعب السّوريّ تعلّق ببعض العادات المتجذّرة في الأرض والزّراعة. “أكيتو بريخو” يستقبل فصل الرّبيع بالتجدّد مثل سهولنا وجبالنا التي مع كلّ ربيع تنبثق فيها الحياة لتمنح كلّ الخير والجمال لأبنائها.