ها أنتم اليوم تؤكدون أنّكم راسخون على الثوابت القومية ولن تحيدوا أو تتراجعوا عن المبادئ التي آمنتم بها وعملتم لأجلها وضحيتم وتعرضتم واستشهدتم نصرة لقضية اعتنقتموها وانتميتم إليها.
يظن البعض أنّ قضيتنا ترتبط باتفاق ما أو تسوية أو لقاء أو تفاهم ويعتقدون أننا كقوميين نخضع لتلك المعايير مع التأكيد أننا نحترم قوانين الأنظمة والدول لكننا نؤكد أنّ الحل الوحيد الذي يرضى به القوميون هو تسليم أعداء الأمة بالحق كما قال سعادة، وحلنا هو بدحر كل محتل وتحرير كل شبر من أرضنا المحتلة والمسلوبة.
ايها القوميون
إنّ ما نعانيه من أزمات هو جزء من صناعتنا وارتهان أنظمتنا واستسلام الكثيرين لما حيك لبلادنا في عهود الاستعمار والانتداب والوعود والاتفاقيات التي أعطيت، حيث كتب لها أن تتحقق ولو جزئيًا بموافقة ضمنيّة مقابل ضمانات للأنظمة الخانعة والخاضعة التي باعت فلسطين وقضيتها لليهود مما مكّن الأعداء من بسط سيطرتهم على أرضنا المحتلة بعد قيام العصابات اليهودية بمجازر وتنكيل طالت شعبنا وأهلنا الذين تعرضوا للخيانة من تلك الأنظمة وكانت الأسلحة المعطلة التي وصلت إليهم خير دليل على ذلك.
إنّ ما تعانيه شعوبنا من خلل في أنظمتها الحاكمة بدأت مفاعيله تتعطل أمام إرادة شعبنا الفلسطيني الذي هب للدفاع عن حقوقه وأرضه بوجه غطرسة طال زمانها ولم تستطع تغيير قناعتهم وقتل الإرادة في داخلهم والتي أثمرت تغييرًا جذريًا في مستقبل صراعنا مع العدو.
ايها القوميون
إنّ حزبنا هو الضمانة والحل ورهاننا على ذلك لا يرتبط بردات فعل المنكفئين المستسلمين بل على البطولة التي تتجسد في نفس كل قومي مؤمن بقسمه وعقيدته، كل قومي لبّى ويلبّي نداء الواجب، كل قومي جاهز لرد الوديعة متى كانت أمتنا بحاجتها، كل قومي يبني عائلته على أسس ومفاهيم النهضة القومية.
كونوا أشداء أقوياء ولا تتراجعوا قيد أنملة عن حقوق ومصلحة أمتنا مهما اشتدت الظروف وكبرت الاستحقاقات وكثرت التسويات ولا تراهنوا على الذين سقطوا في فخ التبعية بل ضعوا نصب أعينكم هدفنا الوحيد والأوحد بدحر أعدائنا وتحرير أرضنا وإدارتها وفق مصالحنا القومية.