تصريح مِنْ لجنة المتابعة الوطنيَّة بخصوص الاتِّفاق السُّعوديّ الإيرانيّ

نعم للاتِّفاق السُّعوديّ الإيرانيّ..

نعم لدفن الخلافات العربيَّة العربيَّة..

نعم للتَّعاون والتَّضامن العربيّ..

استقبلت لجنة المتابعة الوطنيَّة، باهتمامٍ وتأييدٍ كبيرين، أنباءَ اتِّفاق السُّعوديَّة وإيران على إعادة العلاقات الدّبلوماسيَّة بينهما في غضون مهلةٍ لا تتجاوز شهرين، الَّذي تمَّ برعايةٍ صينيَّة ووُقِّعَ في بكين. والآمال معقودةٌ الآن على أن يؤدِّي هذا الاتِّفاق إلى إنهاء الخلاف تماماً بين السُّعوديَّة وبين إيران.. بعدما كان مستعصياً.

لقد استغلَّت قوى الغرب الباغية والكيان الصَّهيونيّ الخلافَ السُّعوديَّ الإيرانيّ، أكبر استغلال، للتَّرويج لتحالفاتٍ شاذَّةٍ بين عددٍ من الدُّول العربيَّة وبين الكيان الصّهيونيّ، بزعم مواجهة ما سُمِّيَ بالخطر الإيرانيّ المشترك؛ ووظَّفتْ ذلك بأبشع صورةٍ ممكنة.. عن طريق إثارة العديد من الشِّقاقات الطَّائفيَّة والمذهبيَّة العنيفة. وقد انعكس ذلك كلّه، بصورةٍ سلبيّةٍ جدَّاً على المنطقة بمجملها. ونأمل أن يكون الاتِّفاق السُّعوديّ الإيرانيّ قد سدَّ الأبواب تماماً الآن أمام جميع مكائد القوى المعادية وحبائلها.

وإنَّنا، في لجنة المتابعة الوطنيَّة، لَنُقيِّم الرِّعايةَ الصِّينيَّةَ النَّاجحةَ للاتِّفاق السُّعوديّ الإيرانيّ تقييماً عالياً، ونؤكِّد أنَّ التَّوجّه إلى حلِّ الخلافات بين دول المنطقة بالحوار والتَّفاهم هو السَّبيل الأمثل.

ونأمل أن يكون هذا الاتِّفاق مدخلاً أساسيّاً لحل الصِّراعات العسكريَّة والسِّياسيَّة العنيفة في المنطقة، الَّتي لم يستفد مِنْها سوى الغرب المتوحِّش والكيان الصّهيونيّ، والتَّي أنهكت العديد من الدُّول العربيَّة ودمَّرتها.. خصوصاً، سوريا واليمن والعراق ولبنان وليبيا..

كما نأمل أن يؤدِّي الاتِّفاق، بالنَّتيجة، إلى إعادة الاستقرار إلى المنطقة، ووضع أسسٍ مناسبةٍ للتَّعاون والعمل المشترك بين دولها، ويمهِّد السُّبلَ لحلِّ المشاكل الاقتصاديَّة والتَّنمويَّة الكبيرة الَّتي يعيشها الإقليم؛ وأن ينعكس، بصورة إيجابيَّة، على مسار الصِّراع العربيّ الصّهيونيّ؛ فيهيِّئ الأرضيَّة المناسبة لترجيح كفَّة الشُّعوب العربيَّة، وفي مقدِّمتها الشَّعب الفلسطينيّ المكافح، على عدوِّها الصّهيونيّ وداعميه في الغرب الاستعماريّ.

العالم يتغيَّر بدأبٍ وثبات، ويتشكَّل بدلاً منه عالمٌ جديدٌ متعدِّد الأقطاب ومتعدِّد الخيارات.. حيث تنتهي سطوة الغرب الاستعماريّ وهيمنته، وتتراجع قدرته على النَّهب والعدوان والاستغلال، وتنفتح أمام شعوبنا العربيَّة، وأمام مختلف الشُّعوب المقهورة والمهمَّشة، بوابَّةٌ واسعةٌ للتَّحرُّر والنُّهوض والتَّقدُّم.

والفرصة متاحة للجميع الآن للمساهمة في إعادة بناء العلاقات الدَّوليَّة على القيم الإنسانيَّة المشتركة وعلى احترام مصالح الجميع وضمان حقوقهم العادلة.

ونحن، في لجنة المتابعة الوطنيَّة، إذ نؤيِّد الاتِّفاقَ السُّعوديَّ الإيرانيَّ بشدَّة، فإنَّنا نطلب من النِّظام في الأردن أن يلتحق بلا إبطاء بمسيرة التَّصالح والتَّفاهم، هذه، وأن يبادر إلى إعادة العلاقات الرَّسميَّة فوراً مع إيران، ويسعى بجدّ إلى حلِّ كلِّ خلافٍ (أو فتورٍ في العلاقات) قد يكون قائماً مع السُّعوديَّة، وإلى تحسين العلاقات مع جميع الدُّول العربيَّة.. بدلاً مِنْ مواصلة رهن مصالح البلاد وعلاقاتها بمصالح الولايات المتَّحدة والكيان الصّهيونيّ.

إنَّ المكان الصَّحيح والطَّبيعيّ لبلادنا هو مكانها بين أشقَّائها العرب، كجزءٍ أصيل من الوطن العربيّ، تسند الأشقَّاء في قضاياهم كافَّة ويسندونها ويؤازرونها في مواجهة مختلف المؤامرات والاستهدافات.

عاش الأردن وطناً سيِّداً،

وعاش شعبنا الأردنيّ الأبيّ.

عمَّان – 17 آذار/مارس 2023