القومية الاجتماعية هي البرهة والفرصة الذهبية التاريخية التي لم يلتقطها بعد الشعب السوري ـ شعب سوريا الكبرى.
هي فرصة استقلال حقيقي ومشروع نهضة وتحرر من التخلف الداخلي ومن التبعية والهيمنة الخارجية.
كانت الإصابة القاتلة لها تحولها ونكوصها إلى تنظيم ومصفوفة انضباطية، مما منعها من التحول إلى فكرة وحركة عامة وشاملة.
القومية الاجتماعية ـ بفروقاتها النوعية عن القوميات التي نشأت في أصقاع العالم ودوله وهي اليوم تترنح وتلفظ أنفاسها، كما في افتراقها النوعي عن الاشتراكيات التي انحصرت وانصب اهتمامها على إلغاء الملكية الخاصة وهي ترنحت وسقطت بتجربة مريعة ـ تقدم مفاهيم جديدة وتصورات مبتكرة وفريدة للاجتماع الإنساني.
من مضامينها الأساسية محوران كبيران متناقضان في الظاهر مكتملان في الجوهر:
– قبول ورفض: قبول الحداثة العالمية بمنجزاتها وبثقافتها الديموقراطية ومفاهيمها القانونية والدستورية ، ورفض ما فيها من عناصر التبعية والهيمنة والإذعان التي من مؤذياتها محو الهوية واستلاب الشخصية القومية.
– قبول ورفض: قبول فكر الأمة المتراكم وأديانها وتراثها الموغل في القدم ورفض ما فيها من مفاهيم بائدة وسطوة حواجز التقاليد والطقوس الجامدة ومن مؤدياتها التخلف وكبح جماح التقدم.
قبول الحداثة بعد تحريرها، وقبول التراث بعد تحريره. وهذه هي فكرتها الذاتية.
القومية الاجتماعية بارتباطها بالمدرحية ليست فكرة مخصصة لشعب معيّن ، وهي إشعاع ونور للإنسانية ، لكن مازال هذا النور مخنوقا ولم يقو على الامتداد بفعل التشويه. هي لم تُفهم بعد وبالتالي لم تأخذ فرصتها في التحقق.

