الحقد حوّل العدو المصيري الى شريك استراتيجي

في زمن مضى كانت دول العالم العربي تعقد اتفاقيات التضامن وا خرى عسكرية دفاعية، وكان اولها عام 1950 اتفاقيه الدفاع العربي المشترك، وكما تقول تلك الاتفاقية انها تهدف الى مواجهة التحديات والتهديدات وتعزيز التضامن واعتبرت ان الاعتداء على اية دولة عربية هو اعتداء على جميع الدول بلا استثناء وهو الامر الذي يستدعي مساهمة الجميع في التصدي للعدوان وتتابعت بعدها الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق التي كانت تؤكد هذه الفكرة ومنها معاهدة التضامن العربي لعام 1957.

ولطالما تفاءل اصحاب النوايا الحسنة وصدقوا جدية تلك الاتفاقيات والمعاهدات، الامر الذي كانت تكذبه الحقائق والوقائع، فقد تم توقيع الاتفاقية الاولى قبل 75 سنه بعد سنتين من اقامة دولة الاحتلال، و لم تفعل هذه الدول شيء للتصدي لمن احتل فلسطين ولمن عاد واحتل اراض دول عربية اخرى.

لكن الزمن كفيل بكشف الحقائق واصبح العدو الاستراتيجي هو الشريك والحليف الاستراتيجي المعلن لدول عربية والذي سيعلن عنه لاحقا مع دول عربية اخرى، وفي الوقت الذي تشاغل فيه (اسرائيل) دولا (انظمة) قد لا يكون بعضها في حالة تناقض معها، كما هي حال النظام الجديد في دمشق والذي اخذ على النظام الراحل تراخيه و عجزه عن استرداد الجولان المحتل واذا به يقبل باتفاقية الهدنة لعام 1974، فيما يصول و يجول الاسرائيلي في جنوب البلاد حتى اطراف دمشق دون ان يجد لا في النظام الجديد و لا في معاهدات التضامن و الدفاع ما يردعه، انها حالة الهوان والضعف هي ما يشعر دولة الاحتلال  بفائض القوه الذي تفيض به غطرسة وعدوانا.

في الثقافة الاجتماعية كان موت احد سكان حارة من الحواري يجعل من جميع اهل الحارة يتوقفون عن سماع الراديو والاغاني ولا يقومون بنشر الملابس لتجفيفها في الشمس احتراما للموت وتضامنا مع اهل الراحل، ولكن في حالة الهوان والضعف يضاف اليها حالة الانكشاف في الموقف العربي الحقيقي، وما الى ذلك من انكشاف حقيقة  الاتفاقيات الكاذبة والمنافقة، فلم يخجل الإبراهيميين بالعلن او الإبراهيميين بالسر من عدم مشاركة غزة عزائها بأكثر من 70 الف شهيد مدني قتلتهم (اسرائيل) فتأتينا الاخبار لتقول وعلى لسان بنيامين نتنياهو انه قد عقد صفقة غاز مع مصر قيمتها 112 مليار شيكل اي ما يقارب 35 مليار دولار ويزيد نتنياهو وفق ما قالت القناه 12 العبرية ان في هذه الصفقة ما هو اكثر من المليارات المذكورة وهو مصالح وضمانات امنية مهمة جدا لدولة الاحتلال يقول انه لا يريد ذكرها في الوقت الحاضر .

 هذه مصر وهكذا اصبحت بعد السابع من تشرين اول 2023 علما انها هي التي كانت تبيع الغاز لإسرائيل حتى بعد اتفاقية كامب ديفيد.

عندما كانت إيران الشاه المتحالفة مع دولة الاحتلال تحتل وتدعي السيادة على الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة ابو موسى، كانت المطالب الاماراتية خجولة في ادعائها ملكية الجزر الثلاث، ولكن بعد رحيل نظام الشاه وانتصار الثورة اصبحت الامارات ترى في التواجد الايراني في الجزر المذكورة احتلالا وعدوانا على سيادتها، ولكنها لا ترى في الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين واجزاء من الشام ولبنان مثل ذلك.ان دولة الامارات العربية التي كانت قد دفعت 170 مليار دولار لتدمير سوريا عادت لتشتري واثناء الحرب سلاحا تمت تجربته وتأكدت قدرته على الفتك باهل غزة بقيمة 2.3 مليار دولار .

. ليست سوريا او فلسطين او غزه فقط من يستهدفهم الحقد فالفحيح اللاهث المسموم يطال ايضا السودان وليبيا واليمن ويطرح السؤال من اين يأتي هذا الحقد كله وما هي اسبابه ومبرراته وهل هو كفيل بإبقاء اولئك الحاقدين على عروشهم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *