منذ أيام قليلة مرت الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد واستحواذ الجماعات المتطرفة على زمام الحكم في سوريا، ولم تمر الذكرى مرور الكرام، بل شهدت العديد من الأحداث التي أثرت بشكل كبير على الشارع السوري عموماً وعلى محيطه أيضاً في بعض الأحيان.
كان الأسبوع المنصرم مليئاً بالأحداث في الشارع السوري فالانتهاكات والدم مازال يسيل في شوارع سوريا مع كل بندقية يحملها متطرف يحتمي إما بطائفته أو تحت مسمى الدولة، كما شهدت مناطق عديدة إضرابات جاءت كردات فعل على ما يجري مع أبنائها من إرهاب وقتل وخطف وتنكيل وقد استجابت العديد من مناطق الساحل السوري وحمص وحماه لدعوة الإضراب التي أطلقها المرجع الديني لدى الطائفة العلوية «الشيخ غزال غزال» والتي بدأت من يوم 08/12/2025 أي في الذكرى السنوية الأولى لما تسميه حكومة الجولاني عيد التحرير، وكان الرد الرسمي على هذه الدعوة بدعوة من النظام الحالي في دمشق للنزول والاحتشاد من مؤيديه احتفالاً بهذه الذكرى كما تم تسريب بعض الوثائق التي تثبت إلزام الموظفين والطلاب بالمشاركة تحت طائلة المسؤولية وخاصة في المناطق التي أعلنت تلبيتها للإضراب، كما انتشر العديد من رسائل التهديد من قبل عدة مدارس للطلاب الذين يضربون عن الالتحاق بالمدارس في فترة احتفالات «التحرير» في حمص وطرطوس واللاذقية.
وبالتزامن مع الانشغال الكبير بهذه الذكرى لم يغب طيف الرئيس السوري السابق بشار الأسد عن المشهد بعد تسريب مقاطع فيديو له مع مستشارته الإعلامية لونا الشبل، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المقاطع وتحليلها وتفنيدها فسرقت جزء كبير من جميع أطياف الشعب السوري عن السنوية وانشغلوا بهذا التسريب الذي حمل العديد من التحليلات، فقد شكلت هذه التسريبات صدمة لمؤيدي الأسد من الذين صدقوا كل ما جاء في هذه التسريبات فيما شكلت حالة التشفي منه ومن مؤيديه لدى أتباع السلطة الحالية فيما وقف فريق يدافع عنه بادعاء عدم صحتها ممن لا يزالون يرون في شخصية الأسد القائد العائد، طبعاً مع تأكيد جميع خبراء التحليل الرقمي لصحة هذه الفيديوهات ولكن يبقى واضحاً فيها الاجتزاء المتعمد ما يعني أن هناك الكثير من الكلام المجتزأ والموضوع في غير مكانه لتغيير معناه، ولكن الأهم في كل هذا الحدث هو انشغال الشعب عن حقيقة ما يجري في محيطه واشغاله بأشياء غابرة لم تعد في حقيقة وجوده الاجتماعي السياسي وخارج نطاق مصالحه الضائعة.
وكالعادة لم يخلو هذا الأسبوع من أحداث دموية بحق أبرياء ليس لهم ذنب في هذه الدنيا الا أنهم محسوبون على عقيدة أو طائفة فأصبحوا مكان تفريغ الغل الطائفي تحت جناح الشوارع المظلمة الفارغة ، إلا من كل مضطر يجري خلف لقمة العيش وكفاف ذل العوز فشهدت اللاذقية سقوط الشاب مراد محرز بحادثة ليست الأولى من نوعها ولكنها آلمت أبناء الساحل لما فيها من وجع إنساني أوصلته صرخة إبن ينادي والده بعد أن زرعت الرصاصات في صدره على الهاتف فيقول « دخيلك يا بيي لحقني» عبارة كانت كفيلة أن تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي يوماً كاملاً وكالعادة المسؤولون يعيشون حالة الانكار والمحاسبة في غيبوبة.
عام مضى ولم يحمل معه إلا المزيد من التمزق في المجتمع السوري في الوطن واغترابه، عام مضى ومازالت سوريا بلا حريات وبلا أمان والأهم من هذا ما زالت بلا هوية وبلا دولة، ولا يكون تجنٍّ حين نقول أنها بلا دولة فلا يمكن أن تكون هناك دولة بلا قانون، ستبقى سوريا مسرحاً للتجاذبات الدولية والمصالح الفردية ما دامت الأحقاد تغلب على مزاج الشعب فيها دون الوعي لمصلحته وهويته، فهل من خلاص؟!!!.
والجدير بالذكر دائماً أن الكيان الاسرائيلي ما زال يمارس تعدياته على الجنوب السوري ويقتحم كل يوم منطقة جديدة دون رادع أو موقف رسمي على الأقل…..
سومر الفيصل

