غادر أنطون سعاده ساو باولو عام 1930 عائدا الى الوطن، وهاجسه الاوحد انشاء حزب هدفه استقلال سورية الطبيعية ونهضتها.
أمضي سعادة صيف 1930 في بلدته ضهور الشوير في المتن، وبما ان منزل العائلة كان قد تهدم، لجأ إلى بناء عرزال من الخشب في منطقة «المطل» حيث كتب قصتين: «فاجعة حب» و «عيد سيدة صيدنايا». ودير صيدنايا هو دير يعود للروم الارثودوكس، ويقع شمال دمشق.
أهدي أنطون سعادة القصتين الى رئيس الجامعة الاميركية في بيروت، الدكتور بايار دودج، مذكرا اياه بأنه ابن الدكتور خليل سعادة، وبأنه كان احد اساتذة والده حين كان تلميذا في «الكلية السورية البروتستانتية». هكذا كان اسم الجامعة الاميركية آنذاك، اذ ان لبنان الكبير لم يكن موجودا قبل الانتداب الفرنسي عام ١٩٢٠.
عرض بايار دودج على أنطون سعادة تعليم اللغة الالمانية في الجامعة كدروس خاصة لمن يحب من الطلاب والطالبات، واتاحت هذه الفرصة لسعادة الالتقاء بالجيل الشاب من اللبنانيين الذين اضحوا من اوائل المنخرطين في حزبه السري.
مثلت الجامعة الاميركية المكان المثالي لسعادة لأنه استطاع عبرها التواصل مع ابناء النخبة اللبنانية الممثلة لجميع الطوائف. فانضم العديد منهم الى الحزب، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر:
نعمة ثابت الذي ترأس الحزب القومي الاجتماعي ابان فترة الاغتراب القسري لسعادة.
الدكتور جورج حكيم الذي اصبح نائبا لرئيس الجامعة الاميركية عام 1980
صلاح لبكي ابن السفير نعوم لبكي.
روبير ابيلا تبوأ منصب نقابة الصحافة لاحقا.
عادل عسيران، اصبح نائبا فيما بعد، ثم وزيرا ورئيسا لمجلس النواب.
اديب قدورة صيدلي تصدر نقابة الصيادلة مرات عديدة.
فؤاد سليمان وسعيد عقل، وهما شاعران مشهوران.
يوسف الخال، ترأس مدرسة الشعر الحديث في لبنان.
مأمون اياس من كبار العائلات البيروتية.
امين ارسلان ووديع تلحوق المتحدران من عائلتين توارثتا العمل في السياسة.
زكي النقاش الذي اصبح فيما بعد رئيس مدارس المقاصد، وهو عم المناضل انيس النقاش.
فخري المعلوف الذي درس الفلسفة على يد شارل مالك، واسس لاحقا ديرا كاثوليكيا في ولاية نيوهامشير الاميركية.

