ديوان« كلما ومض الحنين» لـ أسماء شاهين

الشاعرة الفلسطينية أسماء شاهين في ديوانها كلّما ومضَ الحنين [عمّان: دار الفينيق للنشر والتوزيع، 2025. 76 صفحة من القطع الوسط، غلاف أنيق بريشة حفيظ قسيس، مع لوحات ملوّنة مرفقة في الديوان رسم الشاعرة] تعود بنا إلى عهد وفاء إذ ترفع الديوان إلى والدتها التي لا يعوّض الزمن روحها: «آهٍ كيف دَفنْتني فخلقتني؟ أما علمتِ أنّ البذورَ بعد دفنها تثور»؟

            تلجأ الشاعرة إلى رموز تعادل في مرادها حسّها الشعري، فإذا بالمفردات نغمات تلامس القلب، وتردّنا إلى جلجامش وسيزيف وأورفيوس وعشتار ورفقة، لكنها لا تنسى حِملَ أوجاعها الكبرى ساعة «استعمرتنا عبثية الأشياء».

            ترثي محمود درويش بنفَس وجداني، فالنرجسُ عطّرَ ترابَه وانحنت عليه الورود فإذا هو كوكب في غربة، وتقارنه بأهل بلاده وبلادها:

            هو الفلسطينيّ منذ وُلِدَ

            لا سريرَ له

            له الخيال بحرقة يضاجعه

            وموتٌ يأتي كلّ يوم

            في حلّه وترحاله وقد طالَ عنوةً عبورُه إلى فردوسه، لكن تبقى الجنّة فيه متى أدرك أنه هو الحياة.

            النغمة السائدة في قصائد أسماء شاهين دعوةٌ إلى البقاء في حبّ الحياة وحيث لا غياب ولا خوف بل آمال تعبق بالنرجس وترانيم عشّاق.