إلى من أبقيتم في القلب شعلة لا تنطفئ

يا من زرعتم بذور اليقين في تربةٍ قاحلة،

يا من سهرتم بعيونٍ متعبة تحرس فكرةً أكبر من الذات،

النهار اليوم ثقيْل، والليل مُلبّد، والأمّة تُستهدف من كل جانب ـ  لكنّ المقدّرة ليست بيد اليائسين.

انهضوا، قوموا.  ليس من أجل عنوان يُكتب في سجلات السياسة، بل من أجل ما بقي لنا من كرامةٍ وأصالة، من أجل الشعور بأن هناك غدًا يستحق أن نحمله لأبنائنا.

انهضوا، قوموا لتقولوا للحرب الكونية إنّ الروح لا تُقهر، وللحقد إنّ التاريخ لا يُشرَط.

إنّ نصرة النهضة الحقيقية تبدأ من الأمانة: أمانة الذاكرة، أمانة العمل، أمانة العطاء، أمانة المقاومة. لا تسندوا ولاءكم إلى أشخاصٍ؛ إسندوه إلى المبادئ التي علَّمتْكم أن تتحملوا، أن تبنوا، أن تتعاونوا، أن تقاوموا كل طامع.

ابقوا صامدين في كل الميادين: التعليم، الثقافة، التضامن الاجتماعي، المقاومة.  فهذه ساحات النصر الحقيقي. لا تُضعَف قلوبكم لأن النصر في زمن المحن يتكوّن من مئات أعمالٍ صغيرة، من كلمة طيبة، من يد تمتد لمحتاج، من جهدٍ صامت الى الفداء بالنفس لتُثبت أن الأمة حيّة.

لا تسمحوا للجلد أن يحجب القلب؛ لا تسمحوا للخوف أن يعلّمكم الاستسلام.

قدركم أن تكونوا مناراتٍ في ظلام المعمعة: مضيئة، ثابتة، تقاوم في كل المجالات، تقدّم الإغاثة، تزرع الأمل. فالنهاية التي تريدونها.  نهضةٍ قائمة على كرامةٍ وعدلٍ.  لا تُبنى على الانزواء ولا على العتاب الجارح، بل على العمل الجماعي الصادق والإيمان الذي لا يختزل في أشخاص.

انهضوا، قوموا الآن: بأيديكم تبنى الأوطان، وبقلوبكم تحيا القيم. فلنختر الحياة والعطاء، ولندافع عن أمتنا بوصاياٍ نقية لا تعادي أحدا إلا اعداء الأمة الحقيقين في الداخل والخارج، ولا تتردد عن بلوغ أهدافنا في الذوذ عن أمتنا.

ولتحي سورية وليحي سعاده بكم ابناء الحياة المفتدون.