«إن اعتمادنا في نيل حقوقنا والدفاع عن مصالحنا على قوتنا. نحن نستعد للثبات في تنازع البقاء والتفوق في الحياة وسيكون البقاء والتفوق نصيبنا».
القوة النفسية مهما بلغت من الكمال تبقى أبداً محتاجة إلى القوة المادية. القوة المادية دليل قوة نفسية راقية. لا يمكننا بالمنطق وحده، لا يمكننا بإظهار الحق مجرداً أن ننال الحق. لأن الإنسانية بالحقيقة ليست إنسانية واحدة.
في كتابي «نشوء الأمم» عرضت لهذه الناحية وأوضحت كيف أنه لا يوجد في العالم إنسانية واحدة، بل إنسانيات. إنسانيات عددها عدد القوميات والأمم. لذلك فإن ما هو حق للبعض ليس حقاً للبعض الآخر. لأن المصلحة في العراك والصراع هي في الأخير أساس الحق في كل معترك.
هذه هي الناحية العملية التي لا غنى عن مواجهتها. لا يمكننا أن نعتمد في فلسطين – لكي ننال حقنا – على إظهار هذا الحق مجرداً. يجب أن نعارك، يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا. وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً.
لذلك كان اتجاهنا نحو إنشاء قوة مادية قوتنا النفسية. قوتنا النفسية العظيمة أو الفكرية الشعورية. أمراً يدل على أننا نرفض قبول الحالات التي لا تطيقها نفوسنا الحرة الأبية. نرفض أن ننال أقل ما يكتبه الله أو يريده بالذين يعملون بالمواهب التي أعطاهم.
21 آذار 1948

