صوت سعاده

ما دمنا نقتتل على السماء فلن نربح الأرض.

ان قضايا السماء تحلّ بالسماء. انها قضايا بين الفرد والله لا بين جماعة وجماعة. فلا فائدة من اقتتال جماعة وجماعة لأجل السماء ما دام هو الديّان الذي يقضي يوم الحشر، وما دام الناس قد أسلموا لله.

 لا يمكننا ان نربح الأرض ونحن نقتتل على السماء. فلكي نربح الأرض يجب ان نقاتل صفوفاً موحّدة في سبيل الأرض، وبربحنا الأرض نربح الجنة.

 الحزبية الدينية لعنة الامة. وان علاجها بالدعوة الى تأييد اهداف الحزبية الدينية السياسية، هو علاج علماء وادباء مُمَخرقين. فلا يُقضى على الحزبية الدينية الا بالقضاء على عقليتها وطرق تفكيرها وعلى قضاياها الاجتماعية والسياسية من وطنية وقومية. عبثاً يطلب الأدباء المرضى بالطائفية بالدعوة الى اهداف سياسية طائفية والى “القوميات الاصطناعية” التي ولّدتها العقلية الرجعية بتفكيرها النيورجعي.

ان التكتلات والتشكيلات التي نشأت من بعض أجزاء الشعب – من الطائفية معلنة المحبة ومبطّنة البغض والحقد، فهي تحمل لعنة الحزبية الدينية التي تسير بها وبقومياتها واوطانها ومثاليّاتها وحرّياتها الى القبر!

الويل للحركات الطائفية من الحركة القومية الاجتماعية، والويل لتكتلات الأحقاد من حركة الحرية، والواجب، والنظام، والقوة. الحركة التي سارت بالمحبة للأرض والشعب، للشعب كله بجميع فئاته المتقدمة والمتأخرة، المتعلّمة والجاهلة، المثقفة وغير المثقفة.

ان لبنان يهلك بالحزبية الدينية ويحيا بالإخاء القومي.

كانون اول 1936