سنتان على حرب الإبادة

سنتان على حرب الإبادة المفتوحة في غزّة، التي تحوّلت إلى متحف بشري للبربريّة الصهيونية.

   ما هذه الشهيّة المفتوحة عند آلة القتل الاسرائيلية التي تطال شظاياها المنطقة بكاملها.

متى سيعلو صوت الحقّ والإدانة في مواجهة هذه الجرائم الموصوفة التي يندى لها جبين الإنسانية (إذا ما وُجد) خجلاً.

مشهد الركام في غزّة والدمار في لبنان صورة عن ركام القوانين الدولية وأجهزتها ومؤسساتها وشرعة حقوق الإنسان.

على مدى عامين، تشهد فلسطين بقِطاعها الأبيّ في غزّة وضفّتها الصامدة، وداخلها المقهور، أحداثاً بالغة في شهادتها…. صادمة في تعبيراتها، ومرعبة في أشكالها ومضامينها. 

وكذلك في لبنان جنوباً وبقاعاً وشمالاً، تُمارس إسرائيل، دولة العدوان والقهر والاستيطان والتوسّع أبشع أنواع جرائمها منذ اغتصابها للأرض في العام ١٩٤٨

عقود من القهر والعهر والفتك والغطرسة

عقود من الذلّ والإهانة وارتكاب الموبقات

عقود من التهجير والاقتلاع والاستيطان

عقود من الإخلاءات والاعتقالات والسجون والتشريد والإبادة الجماعيّة لشعب بكامله

عقود من الرقص للمستوطنين الصهاينة في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة

عقود من إرهاب الدولة على المحيط القومي، لبناناً وشاماً وعراقاً

عقود من النهب والسرقة لخيرات المنطقة وثرواتها ومستقبل أجيالها

عقود من التدمير الممنهج لآثارها وتاريخها

وها هو كيان الاغتصاب يقدّم في غزّة والضفّة والمحيط القومي نموذجا عن الدمار الذي يرسمه للمنطقة بكاملها

وها هي المنطقة في فلسطين ولبنان اليوم تواجه على مدار الساعة، حملة التطهير العرقي والإبادة الجماعية دفاعاً عنّا جميعاً ‎ودفاعاً عن المحيط القومي لفلسطين.

فالتاريخ لم يبدأ في السابع من تشرين الأوّل، لأنّ رحلة الدم بدأت مع الاغتصاب في العام ١٩٤٨غير أنّ الذي بدأ في ذلك النهار هو كتابة سطور جديدة ومجيدة في مواجهة الذلّ والقهر والعربدة.

تعجزُ الكلمات أيُّها الفلسطينيون واللبنانيون ( أيّها الإخوة في الصراع القومي )  عن وصف بطولاتكم وشجاعتكم وتضحياتكم وصمودكم وعشقكم للأرض، في خنادقها وكمائنها، وعلى سطحها وسمائها، دفاعاً عنّا جميعاً، وعن مستقبل شعبنا وأطفالنا وأجيالنا القادمة