الحياة لعبتي المفضلة

الشاعر المهجري قيصر عفيف (مواليد بكاسين، عام 1945، على مطلٍّ من شلّال جزّين، في جديده الحياة لعبتي المفضّلة الصّادر في المكسيك الحركة الشعريّة (2025، في 138 صفحة من القطع الوسط، لوحة الغلاف للرسّامة السّورية مايا زكزك) حيث يصدر مجلّته الحركة الشعريّة منذ العام 1992، يعود إلينا بنفَس يجنح إلى الحسّ الرومانسي مطعّماً بمنطق وحكمة، فيصرُّ على أنّ في سلّة الكتابة بخور وعطور وكنوز، حيث المفردة راقصة، تغريه بصوتها، وتعوّض عنه الانفصال بالوصال، مقرّاً بأنّ للكلمة وجهين، وجه مَن يكتب ووجه من يقرأ، فالقصيدة في عرفه وافدة من أكوان بعيدة وتحوّم في نقاء الأُفق تنتظر الشّاعر في لهفة العشق ولها قماشتها ولها هويّتها.

تتنوّع مواضيع ديوان قيصر عفيف لكن تبرعم في ثناياها مفهومه للقصيدة فيسعى جاهداً إلى تعريفها، فإذا هي كائن اختمر في السّماء ثمّ انّها سقطت حُلماً ونزلت حِملاً ثقيلاً فأفرغها صاحبُه على الورق حِمَمَ بركان ونار أفئدة.

في تقديمه إلى الديوان يشير الأستاذ أ. علاء الدين عبد المولى الناقد والشاعر السّوري من مهجره الألماني إلى أنّ اهتمام الشّاعر ينصبُّ على بناء موقف فكري شعري فلسفي بلغة إبداعيّة تسعى إلى إثبات رغبته في محوِ الكتابة.

قيصر عفيف في ديوانه الأخير يردُّ الشِّعر إلى ينابيعه الأولى: الغابة في سكونها والقمر في دورانه والفجر في ضيائه، في لغة مطواعة تضرب جذورها في التراث الصوفي والفلسفات الغربيّة.