يحتلّ أرسنال المركز الأوّل في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني وبمباراة أقلّ.
حلم اللّقب المحلّي يدغدغ عقول وقلوب مشجعي المدفعجية بعد غياب ٢٠ عامًا، ويبدو اللقب قريبًا جدًّا هذا الموسم، لأسباب عدّة:
- استغلال عامل الأرض
منذ انتقال أرسنال عام ٢٠٠٦ إلى ملعبه الجديد (Emirates Stadium)، لم يحقق النادي إنجازات تذكر، ولكنّ المدرب الإسباني مايكل أرتيتا ساعد في خلق أجواء استثنائية حوّلت ملعب الإمارات إلى قلعة مخيفة، فمن ١١ مباراة على أرضه، فاز الفريق بثمانية لقاءات وتعادل مرتين مقابل خسارة واحدة، الأمر لا يختلف كثيرًا خارج معقله، باستثناء خسارته لمباراتين خارج الديار من ١٢، إلّا أنّ ما يميّز الانتصارات في ملعب الإمارات فهو أنّها كانت ضدّ أندية مثل مانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام، أي كبرى أندية الدوري.
- الدفاع القوي
لا تقلّ أهميّة الدفاع في كرة القدم عن أهميّة الهجوم، وإن كان الحديث لا يدور سوى حول الأهداف ومسجليها، فالدفاع القوي هو مفتاح الفوز بالبطولات.
وكانت أبرز نقاط ضعف أرسنال خلال السنوات الأخيرة لأرسين فينجر وفترة أوناي إيمري هي الدفاع، لكن أرتيتا تمكّن من معالجة هذه المشكلة، إذ يمتلك النادي هذا الموسم دفاعًا متوازنًا ومنظّمًا وهو ثانب أفضل دفاع في الدوري، إذ استقبلت شباكهم ٢٣ هدفًا في ٢٣ مباراة فقط، ويتألق حارس المرمى آرون رامسديل مباراة بعد مباراة، ويقدّم زملاؤه المدافعون أداءً ملفتًا، إذ يشكل ويليام صاليبا وجابرييل ماجالهايس ثنائيًا رائعًا في قلب الدفاع، يساندهما كل من بن وايت وأولكسندر زينتشينكو.
- تألّق أوديجارد وساكا
أوديجارد وساكا هما نجما أرسنال هذا الموسم، ففي الأشهر الأخيرة وصل ساكا إلى قمّة مستواه وقد شارك في ١٧ هدفًا هذا الموسم إذ سجّل ٩ وتسبّب بثمانية أخرى في ٢٣ مباراة، أما اوديجارد القائد فهو أساس الانتصارات والأداء المميّز وهو مرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري هذا الموسم.
وإذا حافظ الثنائي على مستواهما حتى نهاية الموسم، فسيكون من الصعب للغاية منع أرسنال من الفوز باللقب.
- الصلابة الذهنية
لطالما انتُقد نادي أرسنال في السنوات الأخيرة بسبب غياب الصلابة الذهنية، إذ أكثر من مرة بدأ المدفعجية موسمهم بمستوى عالٍ لينهار النادي أواخر الموسم.
لكن الآن اعترف أرتيتا بأنّه يعمل على الجانب الذهني بقدر ما يركز على الجانب البدني، وأنّ هذا ما بنقص النادي للفوز باللقب.
لذلك كان الحضور الذهني الجديد واضحًا حيث فازوا بشكل مريح نسبيًا في ستامفورد بريدج واستاد توتنهام هوتسبير. كما عادوا أيضًا من الخلف للفوز على وست هام وفولهام ومانشستر يونايتد، وأستون فيلا.
غابرييل خيسوس وألكسندر زينتشينكو، اللذان فازا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي، كان لهما تأثير كبير في غرفة الملابس ويساعدان في تغيير العقلية.
عوامل أخرى عديدة ستلعب لصالح أرسنال هذا الموسم، منها غيابه عن دوري الأبطال وتركيزه على الدوري فقط، وعودة خيسوس من الإصابة، والدكة القوية، وأصبح المطلوب عدم إهدار النقاط واستغلال تعثرات الخصوم لتحقيق حلم طال انتظاره.
جو شمعون