الهولوكوست ومناهج التطبيع

الهولوكوست ومناهج التطبيع

ترافقت محاولات تصفية القضية الفلسطينية وحملات التطبيع مع العدو الصهيوني مع عمل منهجي لإلغاء الذاكرة الوطنية واستبدالها بسرديات معادية للأمة، وصلت حد إدخال الرواية الإسرائيلية إلى المناهج الدراسية ومنها ما يسمى بالهولوكوست، وهي كلمة إغريقية تعني الذي لم يتبق منه شيء أو أحرق كليا، مما يقتضي ابتداء التمييز بينها كسردية استخدمت للتغطية على اغتصاب فلسطين وبين المذابح الجماعية التي تعرض لها عشرات الآلاف من اليهود كغيرهم من ملايين الروس والغجر وشعوب أخرى على يد النازية.

ومنعا للالتباس ولمن يهمه الأمر لا بأس من الإشارة لأهم الكتب والدراسات اليهودية والأوروبية التي قدمت قراءة موضوعية محايدة ولم يعرف عنها أبدا (معاداة السامية) لهذه السردية المزعومة، بالإضافة لبعض المواقف العربية المماثلة، ومنها المؤتمر الذي نظمته رابطة الكتاب الأردنيين واحتج عليه الرئيس كلينتون في حينه، ومؤتمر الكتاب المماثل الذي منعت انعقاده حكومة الحريري في بيروت.

علما بأن المحارق الحقيقية التي شهدها تاريخ المنطقة هي التي نفذها اليهود، كما وردت في القرآن الكريم حول المذبحة التي نفذها يهود نجران بحق المسيحيين، وكذلك التي وردت في كتاب المحسن الخشاب (تاريخ اليهود القديم في مصر) وأشارت إلى محرقة الحصن التي نفذها اليهود ضد المصريين، ومثلها ما ورد في كتاب مونتيه عن أفران الفصح البشري التي أقامها اليهود للمصريين على خط القوافل بين مصر وفلسطين.

بالعودة إلى حكاية الهولوكوست المزعومة، يشار إلى الملاحظات التالية:

  1. إن ما قدمه الروس والغجر من الضحايا أكبر بكثير مما ورد في الابتزازات اليهودية حول الضحايا اليهود.
  2. إن الأفران النازية التي وجدت لم تكن مخصصة للضحايا اليهود بل لملايين القتلى من الجميع خوفا من انتشار الأوبئة.
  3. إن الهدف الحقيقي من المزاعم الصهيونية هو للتغطية على الرواية الصهيونية لاغتصاب فلسطين وتبريرها بالحاجة إلى ملاذ آمن ليهود أوروبا وكذلك لابتزاز ألمانيا والعالم لتمويل المشروع الصهيوني.

أما أشهر الكتب والدراسات اليهودية والأوروبية التي نسفت السردية اليهودية وابتزازاتها المالية فهي التالية:

  • روبير فوريسون، البروفيسور في جامعة ليون الفرنسية وصاحب أشهر قضية هزت محاكمتها فرنسا، والذي أثبت بالأدلة الدامغة كذبة الهولوكوست.
    يقول فوريسون: لقد وجدت معسكرات الاعتقال الألمانية فعلا، ولكن كما يعلم الجميع لم يكن هذا شيئا خاص باليهود وحدهم، حتى أفران حرق الجثث وجدت في بعض المعسكرات، غير أن هذا الحرق كان للتخلص من الأوبئة وخاصة التيفوس، وأكثر من ذلك فإن نوعا من الغاز قد استخدم (زيكلون ب)، ولكن لإبادة الحشرات الطفيلية.
  • بول راسينيه، الذي اعتقلته المخابرات النازية (الجستابو) ونفته إلى معسكر بوخنفالد ثم إلى معسكر دورا، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى فرنسا كأستاذ للتاريخ المعاصر فكتب عدة كتب يعرض فيها الحقائق بأمانة كما رآها بنفسه، وكانت خلاصة هذه الكتب هي أن الحياة في معسكرات الاعتقال النازية كانت صعبة للغاية، لكن ذلك لا يعني أن هناك كانت غرف للغاز وعمليات إبادة جماعية وقد كتب ذلك تحت عنوان (أكاذيب اوليس).
  • دراسات يورغون غراف (سويسرا)، وديفيد ايرفنج (بريطانيا)، ومارك ويبر (الولايات المتحدة)، وغيرمار رودلف (ألمانيا)، وجون ساك (كندا).
  • كتاب (صناعة الهولوكوست) لمؤلفه اليهودي نورمان فنكلشتاين الذي فضح فيه الهدف الحقيقي من وراء الصناعة اليهودية للمحرقة، وهو الابتزازات المالية لألمانيا وغيرها، كما توقف الكتاب أيضا عند قضية المصارف السويسرية والمزاعم اليهودية حول وجود مليارات الدولارات فيه العائلات يهودية أبيدت في الفترة النازية. كما لاحظ الكتاب صعود حكاية المحرقة بعد عدوان حزيران 1967 وحرب تشرين 1973، في توظيف واضح ضد العرب.
  • كتاب (هل أبيد 6 ملايين يهودي) لمؤلفه الباحث البريطاني ريغارد هارود، الذي يدحض فيه وجود سياسة إبادة ألمانية ضد اليهود، كما يدحض فيه كذبة الأرقام اليهودية، ويقترب حسب عرض كتاب للدكتور حازم مشتاق مما توصلت له دراسة بريطانية سابقة قام بها البروفيسور بول راسينيه.
    فمن 5 ملايين يهودي حسب المزاعم اليهودية تقدر الدراستان البريطانيتان عدد الضحايا اليهود بين أقل من مليون أو أكثر قليلا، وذلك قياسا بملايين الضحايا من الشعوب والجماعات الأخرى الذين لم يتذكرهم أحد، فضلا عن إهمالهم تماما من جماعات الابتزاز اليهودي نفسها.

د. موفق محادين