العدو المحتل للتلال الخمس لحماية مستوطناته والتجسس على الداخل اللبناني

في سياسة يتّبعها العدو الصهيوني منذ احتلاله لأرضنا، يواصل جيشه المماطلة في تنفيذ الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، والذي كان متوقعاً في  18شباط الماضي، معلناً رفضه الانسحاب الكامل ونيته البقاء في خمس نقاط حدودية، ضارباً عرض الحائط رفض لبنان بقاء الاحتلال في أي نقطة، ومطالبته بتنفيذ الانسحاب الكامل في الموعد المتفق عليه. والجدير ذكره أن هذه التلال الخمس تضاف إلى احتلال العدو سابقاً للنقاط الحدودية الـ 13وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا وخراج بلدة الماري.

وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال “الإسرائيلي” الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، كان على العدو أن ينسحب من لبنان خلال مهلة ستين يوماً، بيد أنه تخلف عن الالتزام بذلك وطالب بتمديد بقائه في جنوب لبنان حتى 18 شباط، الطلب الذي أيدته واشنطن ووافق عليه لبنان بشرط إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى “إسرائيل”. غير أن الأسرى اللبنانيين ما زالوا في السجون، والاحتلال “الاسرائيلي” للتلال الخمس ما زال قائماً.

النقاط الخمس هي والعزية تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة. ولأن لتلك النقاط أهميةللعدو، يصر هذا الأخير على البقاء فيها. فهي تشكل جزءاً من استراتيجية أمنية جديدة للعدو بزعم حماية مستوطناته الشمالية، لكن الهدف الأخطر هو التجسس على الداخل اللبناني. فهي ميدانياً بالنسبة إليه تعتبر تلالاً حاكمة، وكاشفة على المنطقة بالنظر والنيران، وتُعدّ أعلى من المستوطنات “الإسرائيلية” في الشمال الفلسطيني، وبالتالي تشرف عليها. وقد تم اختيارها بدقة متناهية لتكون بمثابة منظومة استراتيجية أمنية جديدة متكاملة للكيان الصهيوني حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جندياً، مما يمنحها القدرة على حماية العمق “الإسرائيلي” ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية. وتتيح النقاط الخمس للعدو جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.

تلة اللبونة تبعد 300 متر عن الحدود مع فلسطين المحتلة وهي عبارة عن مجموعة غابات كثيفة تقع في خراج بلدة علما الشعب، وعلى مستوى بلدات الضهيرة واللبونة، وتشرف على الناقورة ومنطقة الساحل وصولاً إلى صور، وكذلك تشرف على مناطق واسعة على ساحل فلسطين المحتلة، وكذلك على مستوطنات عدة، منها حانيتا وشلومي.

كذلك، تقع تلة العزية على ناحية بلدتي يارين ومروحين، وهي تشرف على مستوطنات عدة منها زرعيت وشوميرا.

تلة “جبل بلاط” تقع على ناحية بلدات جنوبية منها رميش وعين إبل. تبعد كيلومتراً واحداً عن الخط الأزرق بين بلدتي راميا ومروحين، وتشرف على القطاعين الغربي والأوسط لجنوب لبنان من الجهتين الغربية والشرقية. هذه التلة و”جل الدير” تلتان متصلتان تقعان جنوب بلدة عيترون بارتفاع 820 متراً عن سطح البحر، وتشرفان شمالاً على بلدة عيترون وغرباً على مارون الراس وبنت جبيل، وتقع خلفهما مستوطنات مثل شتولا ومستعمرة أفيفيم.

تلة “العويضة” هي من أهم التلال، ويتمركز فيها أساساً جيش الاحتلال منذ أشهر، وقد سيّج فيها الجدران الإسمنتية ونصب عليها أعمدة فيها كاميرات مراقبة وأجهزة تصوير واستشعار، باعتبار أنها الأعلى. وهي تقع بين ميس الجبل وبليدا والمنطقة التي تطلّ على مستعمرة المنارة ومسكاف عام وغيرها، أي أنها كاشفة جداً، وتعدّ نقطة استراتيجية مهمة.

ترتفع تلة العويضة تقريباً 820 متراً عن سطح البحر، في المقابل، أعلى مستوطنة، سواء المطلة أو مسكاف عام أو كريات شمونة، تقع على ارتفاع 600 متر بالحد الأقصى، ما يعني أن هذه التلة قادرة على تأمين الغطاء لمستوطنات  العدو من جهة الشرق، والإشراف في الوقت نفسه على سهل الخيام وامتداده، وصولاً إلى وادي الحجير وعيترون وبليدا والمنطقة كلها.

بالنسبة لتلة الحمامص، تتمتع هذه التلة بمدخل يمكن من خلاله الدخول إلى منطقة شمال فلسطين، فهي تقع جنوب مدينة الخيام، وعلى المستوى نفسه من ناحية العلوّ، أي على ارتفاع 900 متر تقريباً. تبعد كيلومتراً واحداً عن الخط الأزرق، وتشرف على سهل حولا ومزرعة سردة وتقطع الطريق من كفركلا نحو الوزان والمجيدية. وتعدّ تلة الحمامص، كما تلة العويضة مهمة جداً. فالتلتان تبعدان أقل من 50 متر عن الشريط الحدودي، وتشرفان بشكل كامل على مستوطنات الشمال الفلسطيني، وبالأخص على مستعمرة المطلة من جهة الشمال الشرقي وكريات شمونة.

“تلة الدواوير” من جهتها تقع جنوب شرق بلدة مركبا وتبعد 300متر عن الخط الأزرق وترتفع 770 متراً، وتشرف على بلدات رب تلاتين ومركبا شمالاً وحولا غرباً، وتقع خلفها مستعمرة مرجليوث.

أحد الخبراء العسكريين يعتبر أن الحل لهذه المسألة هو في ملعب اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار في ظلّ رفض لبناني للطرح “الاسرائيلي”. والعدو الصهيوني الذي لم يلتزم لا باتفاق وقف إطلاق النار ولا بالانسحاب من جنوب لبنان يقوم بشكل يومي بتنفيذ عمليات نسف وتجريف وتفجير للقرى الحدودية، عدا الاعتداءات على المواطنين العائدين إلى قراهم، وكذلك على عناصر في الجيش اللبناني. وهو يتسلح بالموقف الأميركي الداعم له في البقاء في النقاط الخمس في جنوب لبنان إذ أعلن أن “اسرائيل” “يجب أن تحتفظ بتواجد لها في هذه النقاط أو التلال الخمس في جنوب لبنان”.

في ظل هذه الأوضاع لا يبدو أن العدو الصهيوني سيتراجع عن احتلال هذه التلال خصوصاً أن وزير حربه “إسرائيل كاتس” أكد في آذار الماضي أن جيشه سيبقى في النقاط اللبنانية الخمسة التي يحتلها إلى أجل غير مسمى.

اليوم مع اعلان قادة الكيان علانية عن اطماعهم ب “إسرائيل الكبرى ” والدعم الأميركي لهذا الطرح ،من ترى سيكفل الانسحاب “الإسرائيلي “غير القوة ؟