أنطون سعاده

          أيها الشعب اللبناني!

          لا يخدعنك الضجيج، ليس المقصود ما يوهمه الضاجون بضجيجهم.

      لا حملة هنالك على الكيان اللبناني ولا قول بإلغاء هذا الكيان، بل هنالك تصريح عميق المعنى أخفاه الضاجون لأن كتمان الحق عندهم من الإيمان.

      ذاك التصريح العميق الذي يريد الضاجون أن يحجبوه عنك، هو قولي في خطابي في الثاني من الشهر الحاضر: «إن الكيان اللبناني هو وقف على إرادة الشعب اللبناني»، هو وضع حق تقرير مصيرك في يدك، لأنك أنت وحدك لبنان، وأن وحدك الكيان اللبناني، ولا يجوز لقوة في داخل هذا الكيان أو خارجه أن تلغي إرادتك وسيادتك».

     فإذا لم تكن أنت مرجع الأمر الأخير في لبنان فأين عزك وأين كرامتك وأين استقلالك؟ وما هو الاستقلال الذي نلته؟ أهو استقلال الثلوج على الكنيسة وصنين وفم الميزاب وحرمون، وهذا كان دائماً وأبداً مستقلاً، أم هو استقلال الصخور والتراب والنبات وهي أيضاً مستقلة من قبل، أم هو استقلالك أنت، أيها الشعب! لتكون حراً في تقرير مصيرك واختيار أي وضع تريده؟

إني أقول إن استقلالك هو في سيادتك وحريتك، وأن كل شيء في لبنان إنما هو لك، أنت صاحبه وأنت صاحب الحق في التصرف به.

في 5 نيسان 1947