تطرف عروس من بلادي

متطرّفةٌ أنا في عشقِ بلادي

متطرّفةٌ نعم….

وعدّوا معي:

الجَولان ومزارع شبعا وقرى الغجر.

 والقدس، تراتيل المآذن وتسبيحة الجرس العتيق،

وشبراً فشبراً من فلسطينَ انبتر.

متطرّفةٌ نعم….

فأنا ابنة عشتارَ وإنانا ونين ماخ، وإنليل سيّد الكثير.

 زفافي مرعى الغزلان في دجلة،

وإكليل الغيم في طوروس.

زينتي قِرطٌ من الشّام….

والفردة الأخرى، من بغداد،

والكحل في عيني من البتراء،

وخاتمي من عقيق نينوى وكذلك الخلخال.

ودعوا لبيروتَ العطور،

وكلَّ ما باح به الشّجر.

ورسم الحاجب يمتدّ

 من شواطئ بيبلوس إلى قرطاج.

  في حكايا البحر ترسم زوابع الأمل.

قهوتي بيضاء دمشقيّة

والهيل من الكويت يُختفر.

ثوب زفافي عباءةٌ طرّزها قدموس بأحرف نورانيّة علّ يغطّيني الوطن.

وأساوري من معرّة النّعمان يغزلها المعرّي

بشرعه الأعلى.

ولا تسألوا عن مهري؟

لا جاه يعلو فوق قدسٍ

طينُها من دم الشّهداء

مدفوعٌ الثّمن.

ولا أطلبُ غيرها مهراً

فلسطينُ المعجّل والمؤخّر

أنا متطرّفة؟  نعم

أنا لا أفاوض بالخفاء

ولا أتآمر بالخفاء

ولا في العلن.

كوثر سميح فرزان