تميز منطقة الشرق الأوسط بتنوعها الديني، حيث تتواجد فيها عدة ديانات رئيسية، أبرزها اليهودية المسيحية والإسلام، وكل منها لديه تفرعات لا تحصى ولا تعد ان بالشأن الديني او السياسي، كما انه يذخر بإثنيات شبيهة بالتنوع الديني من البابلي لأخر العنقود الذي تواجد بعد احداث دمشق كالشيشاني والايغوري، هذا الامر يجعل منه مصهراً قد لا يتواجد مثيله حتى في الولايات المتحدة الاميركية، الامر الذي يعطيه ميزة كيميائية لا تحتويه اي منطقة اخرى من العالم حتى تلك التي تطبع العملة الخضراء التي تثق بالله الذي انبثق من الشرق الأوسط وللتذكيران سفير سورية في واشنطن عمر ابو ريشة قال للرئيس الاميركي كينيدي في حينه ان جدي المسيح السوري هو الهكم. عمر يثبت لكينيدي ماهية المعتقد الذي يعتنقه.
ماذا نرى اليوم، كل المتواجدين على هذه البقعة مصرين على انهم الفئة الناجية والدولار لا زال يطبع يثق بالله ( in god we trust) دون ان يكون مدعوما بالذهب كما هي حال الدول الاخرى، وجل الدعم الذي يحظى به انما من أمثال نتنياهو وشارون وشامير وكل دكة اليهود الذين نبذتهم أوروبا واحرقهم الألمان وقبل ايديهم البابا اعتذارا عن افعال رعيته دون ان يسألهم، هل جدودكم هم من صلب جد عمر ابو ريشة.
المضحك المبكي ان جد عمر المصلوب في حينه الذي يخشع له بوتين بعد ان أزاح جده اللينيني، ما زال يراهن على ان الموسكوفية المتواجدة في الكيان الغاصب قد تتبع له وتشهد بألوهيته كمسيح موعود دون ان يتعظ بصلبهم لجد عمر الذي قامت بلده بتعطيل انبوب نابوكو الذي يحيل الغاز الروسي للتقاعد المبكر ، ، اما الرفاق في الصين من اتباع ماركس الألماني فجل همهم ان مصانعهم تجاوزت بإنتاجها كل دكة المرسيدس والبي ام والڤي دبليو متحدين في السراء المسباركية والضراء الهتلرية الذين يريدون ربط القارات عبر السكك والبحار لا يريدون دخول المعمعة إلا بعد ان يستردوا تايوان. اما الجيران في الخلافة التركية والمهدية المنتظرة فلا حول ولا قوة، اذ ان الاولى تعتبر العرب قد خانوها حين تمترسوا خلف الغرب لإنهاء خلافتهم، اما الثانية فشعوبيتها يلمسها اي زائر وان تدثرت بالإسلام وصواريخها التي سقطت في معاقل الكيان الغاصب كانت لتوفر على اهل فلسطين ولبنان يوم مقدسي اخر لو سقطت بعد السابع من اكتوبر او بعد السيد نصر الله.
بالعودة إلى بداية هذا المقال عما يبحث الانسان السوي العاقل في هذه المنطقة المشرقية مع كل الازدحام الذي ولدته مأساتي دمشق وبغداد ودخول اهل الصحراء من دبي وقطر والرياض على الملف المشرقي كما كان الحال ابان العهد الروماني ومع وقوف اليمن السعيد كما حاله دائماً مع اهل الحضارة التي يتحلى بها، وشعوره بالأبوة لمن ارتحل بعد انهيار سد مآرب. اما ان تلفظ البداوة وزويعمتها المدثرين بالمال النفطي، واما ان يلغى التوحيد الذي تطبع العملة الخضراء باسمه وتزهق ارواح الموحدين الاصيلين لتبقى سدانة الحرم في يد ذرية ابي سفيان الذي قال لهند بنت عتبة حين هزأته بعد حط الطاعة للمصطفى انه يعمل لحفظ حقوق الأولاد في الملك. منذ ابي سفيان لتاريخه لم يتغير شيئاً، الجميع يريد حفظ الملك للأوغاد عفواً للأولاد.