نداء تموز

أذا كان من شيئ تعلمناه منك يا زعيمي، فهو أن نتخطى كلّ الصعاب بالإرادة المصممة على الانتصار. بفعل هذا الايمان تعقادنا معك، وعاهدناك على المضي قدماً في كل ما من ماشأنه إن يعيد لهذه الامة نهضتها وحيويتها، ويبعث فيها الروح من جديد. فلنا دور يجب أن نقوم به، ولابد من أن نقوم به. معركتنا ليست دينية أو طائفية أو كيانية، بل من أجل نيل الامة حقها في الحياة، ودماؤك هي الشعلة.

يا امن سطرت في الثامن من تموز معالم خالدة في العز والكرامة والمجد. ففي هذه الظروف العصيبة التي تجتازها الامة السورية، وفي هذه الايام الحاسمة من تاريخها، نحن باقون صوتاَ لا يعرف المهادنة والمساومة، لا يبالي بكل هذا الضجيج الذي من حولنا، الذي يحاول أن يضعف من عزيمتنا.

ايها الزعيم الخالد

أن يوم الثامن من تموز بالنسبة لنا تاريخاً، تمتد جذوره عبر الزمن، وحركة حياة يعزز وهجها كل يوم الشهداء الخالدون. هذا الترابط العميق بين الفكرة والحركة، وهذه الرؤية، التي نعمل بهديهّا في تحقيق غاية النهضة.، هي نتاج عبقريتك الفذة. لقد قضيت على روح الفردية فينا. وأججت في داخلنا الولاء القومي، والانتماء لللأنسان المجتمع.

يا زعيمي:

بوقفتك الخالدة في ذلك الليل الطويل، دفاعاً عن قدسية المبادئ التي وضعتها، والتي تحولت بفضل شهادتك إلى ارضية صلبة، وطريق مستقيم نحو اهداف سامية. أثبتّ للجميع أن مبادئك ليست مجرد شعارات، بل هي قيم متجذرة في عروقك. وجاءت دماءك الزكية لتخرس السفهاء من لقطاء الامم. والذين ظنوا أنهم بحملات التزوير والافتراء عليك في المحكمة يستطيعون أن يؤمنوا غطاءاَ لجريمتهم الشنيعة.

تأمروأ عليك، لإنك كنت اول من تصدى لكابوس الفكر اليهودي العنصري، القائم على فكرة التوسع والسيطرة على حساب حقوق امتنا العادلة.

لقد جاء استشهادك مقاومة حقيقية. هكذا ببساطة الدم. ببساطة التضحيات التي لا تطلب شيئا إلا لعزة الامة. بفلسفة التفاعل الحقيقي مع قسمك بأن تقف على نفسك على مصلحة وطنك فهمت العمل من أجل الحياة، وهكذا استوعبنا منك الدرس. فلم نستسلم لمصالح فردية، ولم تضعفنا التحديات. بل كنا في كل خطوة خطوناها نستلهم كلماتك الاخيرة على خشبة الموت، والتي هزت ضمير الامة، وتحولت إلى زلزال أطاح بالأوغاد الذين تأمروا عليك. فبفضل مبادئك ودماءك أصبحنا نعرف لماذا نقاتل، وأنه في سبيل الحياة الجديدة، لايمكن إلا ان نقدم اعز ما نملك، بل جميع ما نملك. فعقيدتك رأس مالنا الوحيد في الوجود الحر الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *