في الأول من أذار ذكرى مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية ومؤسس الحزب ليكون دربها لانتصار مبادئها وقيمها وتطلعها الى الحياة والمستقبل وليسير بالأمة السورية الى الواقع الذي يليق بها
اعتمد سعادة على الحزب في هذه المهمة الشاقة لان ما يعتري الامة من ترهل وتشرذم واستباحة لمقدراتها وثرواتها وتراثها وتربص قوى البغي والعدوان بكيانها وجغرافيتها ومكانتها وامكاناتها عدا عن وجود انظمة بعيدة عن الحس الوطني والقومي.
انطلق سعادة عبر وعيه وادراكه وفهمه وتحليلاته ان لا خلاص للأمة الا بالحركة القومية الاجتماعية «لان أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الامم الحية فلا يكون لها انقاذ منها الا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة».
واستمر سعادة بنضاله الدؤوب وبلا كلل يرسي نهج الحراك القومي الاجتماعي وفي سعيه ينشد الحرية والعدالة «لو لم تكن حركة صراع لما كنا حركة على الاطلاق، لا تكون الحياة بلا صراع»
ألمﹼ سعادة بتاريخ الامة وكل دقائقها قائلا: ويل لأمة تجبن عن الاطلاع بتبعية تاريخها وتفضل التسكع للفاتحين على حمل مشقات تاريخها وعن الكيانات التي يجب ان لا تكون حبوسا̋ للامة، بل معاقل تتحصن فيها للوثوب على الطامعين. رغم ادراكه بالمصاعب لكنه يعي ان لا الشدائد تميت الامة ولا الاهوال تزعزع ارادتها وكان اول من انتابه القلق من الصهيونية ودعا الى حشد كل الطاقات واعتبر ان ويلات سورية كلها نتيجة لهذا الكيان الغاصب
والسبيل الى ذلك بالمقاومة والوعي القومي ورفض المساومات وضرورة النضال تأمينا̋ لوحدة الامة السورية وازالة الحواجز المذهبية عن طريق العلمنة وفصل الدين عن الدولة ونبذ العصبيات.
ﺇن حزبنا الذي قدم عشرات الشهداء في امتنا خاصة في لبنان والشام وفلسطين امن ان فكر سعادة هو السبيل لوأد الظلام وتمرد على الهوان والذل والطريق لتحرير الامة وخلاصها ودعوة مستمرة للرفقاء على ان الروحية القومية الاجتماعية تجمع القوميين الاجتماعيين وتربطهم في وثاق فكري روحي مناقبي سيما أن الحزب يواجه أخطار كثيرة خاصة محاولات التطبيع مع عدو عنصري وغياب الوعي وان استعادة كل ما أوصى به سعادة للانتصار ثبت أنها لا زالت هي الحل.
في الثامن من تموز استشهد أنطون سعادة الخالد في حياة الأمة وفكرها وتاريخها وتراثها وأديباتها ونضالاتها «أنا أموت أما حزبي فباق».
وهذه الذكرى تروح بنا الى أن نحيي الشهداء والجرحى من المقاومين ومن رفقائنا ولا يسعني الا ان اتذكر الرفيق والامين والرئيس علي قانصو حيث ما تزال رائحة رحيلك تهب على مدانا فنتنشق من عبيرها صدق الالتزام
والوعي وتبقى مناقبتك شهابا ينير رؤانا ويروي قلوبنا.