(الآباء والبنون) هو عنوان رواية لتورغينييف وأيضاً عنوان مؤلف من مؤلفات ميخائيل نعيمه الفيلسوف الروائي العظيم ودعوة إلى الجيل الجديد ليقوم بقراءة ودراسة مؤلفاته وحفظها جيدا، ولكن في يومنا الحالي نبحث عن علاقة أخرى بين الآباء والبنين من خلال ما سوف يتركه الآباء لأبنائهم في المستقبل القريب، وأي حياة ستكون للأجيال القادمة.
نحن ورثنا الحروب والمشاكل والكوارث والأزمات المستعصية عن الذين سبقونا في هذه الأوطان المصطنعة خاصة في مجال الاقتصاد والبيئة.
نحن الآن على وشك أن نواجه تداعيات التلوث النووي والحروب التي لا تنتهي والتي خرجت عن السيطرة بشكل فظيع.
حروبنا اليوم تسير وكأنها فيزا مفتوحة إلى الجحيم الإبليسي الذي لا تنطفئ ناره وخطة محكمة لإبادة البشرية.
الإنسان عالق بين نارين نار الحروب من جهة ونار الأزمات الاقتصادية من جهة أخرى. وبما أن الحديث بدأ عن الأب سنذكر الكاتب الاقتصادي روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب (الأب الغني والأب الفقير) وقد صرّح من مدة قصيرة قائلاً: أن ديون امريكا سوف تفجّر العالم بأسره فالبطالة لديهم مستشرية وهي ترتفع بشكل مضطرد وأن معاشات التقاعد تسحب وتجفف بشكل سريع نظراً للضائقة الاقتصادية!
ينصح كيوساكي الناس بالهرب من النظام المصرفي التقليدي قائلاً لهم بدل أن تضعوا أموالكم في البنوك عليكم أن تستثمروها في الذهب والبيتكوين والعقارات والفضّة وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه …
يا ليت الشعب اللبناني قرأ كيوساكي قبل أزمته المالية المصرفية وتعلم الدرس! ويضيف أيضاً أنه بحلول سنه 2035 ستصل قيمة البيتكوين الواحد إلى مليون دولار وأونصة الذهب إلى 30,000 دولار والفضة إلى 3000 دولار.
وحده الابن الناجي المحظوظ من كلّ ذلك هو السعيد بوالده المحروس، بارون ترامب ابن الرئيس دونالد ترامب فقد وصلت ثروته إلى 25 مليون دولار وذلك بسبب ارتفاع العملة الرقمية وهو لم يتخط ال 19 سنة وبحسب مجلة فوربس أصبح بارون ثريا بسبب المضاربة في سوق العملات الرقمية وهو لا يزال طالبا يدرس في معهد ستيرن للأعمال في جامعة نيويورك وقد حاز على لقب ملك الكريبتو غير المنازع.
نذكر أيضاً أن بارون هو أحد الأفراد الأكثر شعبية في منظمة MAGA
ما غا وشعارها اجعل امريكا عظيمة من جديد Make America great again.
نحن نشعر بنغصة كبيرة حين نسأل ماذا ورثنا عن آبائنا ولا أشير هنا إلى الآباء البيولوجيين الذين أتوا بنا إلى الحياة، بل أشير صراحة إلى الآباء المؤسسين لدولنا العربية:
ماذا أورثونا سوى التعتير والقهر والأزمات والحروب والفقر وباختصار أورثونا وبفخر ووطنية واعتزاز؛ القمل والسيبان والديون والعجز والمصارف الفارغة من أموال المودعين وافتخر أنت في لبنان ….
تحياتي الحارة إلى الرائع زياد الرحباني:
في تفاؤل
ما رح يضل ابن مرا واقف على إجريه..