أوّل النّبض صباح

أوّل النّبض صباح

أول النبض صباح ، صباح الخير ، صباح أبناء الحياة ، صباح الحق والحقيقة والجمال ,
أيها المؤمنون بالنهضة غاية وبالحزب طريقاً أوحدا لتحقيق الغاية، وبالأخلاق منهجاً ثابتاً، وبالغيرية أسلوب حياة، أن النبت الصالح ينمو بالعناية أما الشوك فبالإهمال. [سعاده]
ربما أول الكلام أصعبه، غير أن الكلام عن فجر جديد يفتح آفاقاً كانت مقفلة لسنوات وسنوات، بحيث استبدلت العقيدة بالسياسة، والنضال بالولاء للأفراد، والكرامة بالطاعة، والتراصّ بالترهّل، والإيمان بالمنفعة. لقد فقدنا منذ زمن ليس بقصير خفقة القلب عند ارتفاع الزوبعة علماً، ونسينا رعشة أبداننا عند أدائنا للقسم، وتهنا في مفارق الضلال المناطقي والطائفي والفردي، وبعدنا عن تراثنا، فلا بطل يكرم، ولا مفكر يذكر، ولا كتاب على أهميته يستعاد. لم يعد في إدارتنا فيلسوف حكيم، ولا عالم مجدّ، ولا شاعر مبدع، ولا فنان يتألق. لقد “لبطهم بغل الادارة” [ سعيد تقي الدين ] .
من هنا كان التغيير واجباً، والتصحيح محتماً، والإبداع في الأدوات والأساليب، أمراً لا مناص منه. لعل “صباح الخير” بداية البدايات والخطوة الأولى في مسيرة التطلع نحو سعاده. فنحن لا نقول بالعودة الى الزعيم، فسعاده لم يزل أمامنا، وعلينا اللحاق بفكره المتقدم، مستفيدين من لائحة العقاقير التي وضعها لأمراضنا المجتمعية. غير أن لائحة العقاقير بالمنطق الببغائي لا تصنع طبيباً، بل بالممارسة ضمن الشروط المؤسساتية القانونية الذي تفترض العلم باعتباره وعياً لحالتنا.
الوعي والصراع أقنوما انتصار العقيدة. الوعي المجرد نظرية لا تتحقق في الوجود إلا من خلال العمل. والصراع مجرداً من الوعي للهدف والقضية يصبح “بندقية للإيجار”. ونحن مؤمنون بتلازم هذين الأقنومين لأننا مؤمنون بالانتصار. مؤمنون أن لدينا من فكر سعاده تراثاً عظيماً إذا ما أحسنّا استعماله كفيلاً بتحقيق الوعي لأبناء شعبنا لخروجه من الويلات التي يعاني من مرارتها. وبالتالي إن وضع خطة منظمة ودقيقة على المستويين الثقافي والاعلامي ضرورة لا بد منها لمواجهة الاختراقات المعادية لحضارتنا علمياً وفنياً وأدبياً وخصوصاً على المستوى الاعلامي، لأن الاعلام في زمننا الحاضر بات هو من يصنع الخبر ولا يقتصر على نشره.
لهذا السبب ستكون “صباح الخير” محطة انطلاق جديدة لإنسان جديد عملاً وتجسيداً لرؤية سعاده التي استشرفت المخاطر على أمتنا منذ عشرينات القرن الماضي، ستحمل في طيات صفحاتها عبق التاريخ، وأريج الغد وحراك الحاضر. وستفتح صدرها لكل المؤمنين بخطها الصراعي ونهجها الداعي إلى العمل والإبداع على الأسس الذي وضعها الزعيم لوحدة الأمة وسيادتها على نفسها.
إنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.

2 thoughts on “أوّل النّبض صباح

  1. إن لم تكون احرار من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم
    سعادة
    لطالما تعودنا ان نقول الحقيقة بكلمة حرة وكما عودتنا دائما ها هي تعود صباح الخير للامة بحلتها الجديده لتكون منبر الاحرار لتحيا سورية

Comments are closed.