“المضحك المبكي”.. كلمتان قادرتان على وصف حال المجتمع اللبناني، الذي يصارع أبناءه للعيش بكرامة في ظل الازمات التي تتفاقم يوما بعد يوم، متغاضين عمّن كانوا السبب في إيصالهم الى هذا الوضع المزري.
إلا أن مشهدًا كوميديا كان قادرًا على أن يهزّ فئة معينة من المجتمع ويفقدهم صوابهم، فبدأت الحملات المهاجمة لأشخاص كان ذنبهم الوحيد انهم اعتبروا الفن وسيلة تعكس واقعًا يعيشه كل منا، فأرادوا بأسلوبهم تجسيد هذا الواقع في مشهد كوميدي يُدخل بعض الفرح الى قلوب اناس بؤساء، الا انهم نسوا اننا نعيش في بلد لا يقبل ابناءه الرأي الآخر طالما لا يتناسب مع رأيهم، و”تعا قلو بيزعل!”.
فكما حصل مع أريج الحاج منذ أسابيع بسبب شخصية “الست سهام” ابنة الجبل، التي قدمتها ضمن فقرة كوميدية في برنامج “كتير هالقد” مع الاعلامي هشام حداد على شاشة الـMTV، لاقى كل من محمد الدايخ وحسين قاووق المصير عينه بعد “اسكتش” كوميدي قدماه ضمن برنامجهم الجديد “تعا قلو بيزعل” الذي بدأ عرضه مؤخرا على الـLBCI.
لم يقترف الدايخ وقاووق بعرضهم للمشهد اي ذنب سوى انهما نقلا الواقع بحذافيره، فجسدا شخصية ابن “الضاحية الجنوبية” وطريقة كلامه وتواصله مع الاخر، وهي نماذج نصادفها يوميًا في حياتنا واماكن العمل وغيرها، الا ان فئة معينة من المجتمع اعتبرت ان الدايخ وقاووق يشوهان صورة البيئة التي ينتميان اليها فراحوا يهاجمونهما بأبشع الطرق حتى وصل الامر الى حد التهديد بالاذى.
وفي حديث لـ”صباح الخير”، يقول الدايخ إن الكوميديا السوداء التي يقدمونها قد تكون جريئة الى حد ما ولكنها حتمًا قابلة للانتقاد، لأنها لو مرّت مرور الكرام على المشاهد فهي قد تُصنّف في خانة “الكوميديا التهريجية او الهزلية”، بحسب قوله، وهذا لا يمثّل ما يقدمونه.
من جهة اخرى، وعن الاعتداء الذي تعرضت له الـLBCI، يؤكد الدايخ: “لسنا السبب في ذلك، إنما العقول الجاهلة والمقفلة والتي تسعى الى خلق الفتن في المجتمع هي من ادت الى حصول هذا الاعتداء”، مشيرًا بالمقابل الى الدعم الكبير الذي تلقوه من ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال.
اما عن امكانية التراجع عن تقديم هذا النوع من الكوميديا، فيشدد الدايخ في حديثه لـ”صباح الخير” انه منذ بداية تقديمه هذا النوع من الكوميديا البعيد عن التجريح، سواء بشخص او افراد، وكذلك بالمقدسات، لذا فهو يؤكد انه لم يقلل من احترام المقدسات، الا ان البعض يصرّ على التعامل مع الامور بجهل وتعصّب.
وفي الختام، شكر محمد الدايخ كل من سانده وفريق العمل، والجمهور الذي دعمه ووقف الى جانبه، معتبرا ان “الشجرة المثمرة دائمًا تُرشق بالحجارة”.