كالحلم كان قدوم يورغن كلوب إلى ليفربول الإنجليزي، فمعه عاد النادي لتحقيق البطولات بعد أن غابت طويلًا عن خزانة النادي.
عام ٢٠١٩ توّج النادي بلقب دوري أبطال أوروبا لأوّل مرّة منذ العام ٢٠٠٥، ولكن الأهمّ كان لقب الدوري الممتاز والذي تحقق عام ٢٠٢٠ بعد غياب ٣٠ سنة، بالإضافة إلى ألقاب كأس الإتحاد وكأس الرابطة ودرع الاتحاد الإنجليزي والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، غير المرات التي حلّوا فيها في مركز الوصافة محليًا وقاريًا.
مع كلوب عاش مشجعو ليفربول أجمل أيام حياتهم، لكنّ “القصة الخيالية” لم تدم طويلًا، وها هو موسم ٢٠٢٢ -٢٠٢٣ يشهد انهاريًا سريعًا للريدز. فالنادي يحتل المركز التاسع في ترتيب الدوي المحلي ولم ينتصر سوى في ثماني مباريات من ١٩ لعبها في الدوري، أمّا في دوري أبطال أوروبا فينتظره ريال مدريد في ثمن النهائي، في مواجهة من المتوقع أن تكون نارية.
أداء باهت يقدّمه ليفربول حتى اللحظة، خاصة بعد أن خسر لاعب الوسط ساديو مانيه المنتقل إلى بايرن ميونخ وبعد إصابات فان دايك ،فيرمينو، وآرثر ميلو وغيرهم، أما القادمون في الصيف الماضي فلم يؤدّوا المطلوب منهم حتى الساعة خاصة داروين نونيز، وآرثر المصاب.
معاناة ليفربول أسبابها عديدة، ولكن أقل من يتحمل المسؤولية هو المدرب يورغن كلوب، فهو الذي يمتاز بأفكار تكتيكية عظيمة، وما مسيرته مع بروسيا دورتموند سابقًا وليفربول في السنوات السابقة إلّا خير دليل على ذلك، فأين المشكلة إذًا؟
مشكلة الريدز الأساسية هي في إدارة النادي، والتي ترفض تدعيم قائمة الفريق، بحجة غياب الأموال، على الرغم من أنّ حاجة الفريق للاعبي وسط ميدان واضحة بشكل كبير ولا غبار عليه، كما أنّ ضعف دكّة البدلاء عقّد من أمور المدرب كلوب، خاصة في حالات الإصابات الطويلة، وهو ما يحدث بكثرة هذا الموسم.
دخلنا الأسبوع الأخير تقريبًا من سوق الانتقالات الشتوية، ولا يبدو أنّ إدارة ليفربول تفكر جديًا في انتداب لاعبين يساهمون في تحسين وضع الفريق، لا بل وكأنّ هذه الإدارة راضية بالوضع الحالي للنادي، خاصة بعد قرار مجموعة فينواي الرياضية، المالك الحالي، بيع الفريق أو أقله بيع بعض الأسهم لتحسين الوضع المادي.
في الآونة الأخيرة جرى الحديث عن رغبة جهاز قطر للاستثمار، شراء نادي ليفربول بالكامل خاصة بعد مشاكل بين ملاك باريس سان جيرمان الحاليين وفرنسا على تملك ملعب حديقة الامراء.
قسم كبير من جماهير ليفربول يتمنى رؤية مستثمرين أغنياء يضعون يدهم على النادي، فكرة القدم أصبحت في مرحلة تشكل فيها الأموال الركن الأوّل للاستمرارية، ومع وجود نادي مانشستر سيتي وملاكه الأغنياء، وعرض نادي مانشستر يونايتد للبيع والأسعار المجنونة للاعبين في سوق الانتقالات وعودة أرسنال للمنافسة، لم يعد بإمكان ليفربول الصمود أكثر مع الإدارة الحالية وغياب الصفقات، فوجود مدرب عبقري ككلوب لا يكفي وحده إذا ما غابت العناصر التي تستطيع تطبيق فكره، ونجم متألق وحده، كمحمد صلاح مثلًا، لا يكفيه فقط لاعب أو لاعبان مميزان لينهض بالنادي، فكرة القدم لعبة جماعية قائمة على المنظومة، والمنظومة بحاجة لأموال لبنائها.
فهل يتم إنقاذ ليفربول قريبًا أم سيعود النادي إلى المجهول؟
ريتا الصياح