فلسطين ليس فيها مدنيين !!!

يصل كل يوم عبر الاتصال الرقمي عشرات التقارير من الأصدقاء يتلقفونها بدورهم من أصدقائهم حول بشاعة الإبادة في فلسطين، والمفلت أن بعض التقارير والمقالات كما والفيديوهات هي من إنتاج غربي اغلبها يعرض ما يتعرض له الأطفال والمسنين وكوادر الأطباء والصحافيين ورجال الدفاع المدني فقلة لديها علم حول المواجهة العسكرية بين المقاومة والعدو طبعا باستثناء الجهابذة من القادة العسكريين العرب المتقاعدين المنتشرين على الفضائيات جلهم لم يحضر معركة طيلة خدمته إلا قلة منهم قام بصد تظاهرات مدنية في هذه الدولة أو تلك واحيانا لعسكريين مثلهم يطالبون بحقوقهم كما حال الوضع اللبناني لهؤلاء.

تقارير ومقالات لا تحرك العرب بقدر ما تحرك الرأي العام الغربي الساخط من كل ما يجري. إذ يبدو أن العربان يعلمون تمام العلم أن في فلسطين «لا يوجد مدنيين» فهم أشقاءهم ويعرفون طبعهم وبالانكى وبدل السخط والشجب والاستنكار وهو الحد الأدنى من المسؤوليات تجاه الشقيق يقوم بعضهم بتشجيع العدو على ممارساته مستعيناً بموقف السلطة الفلسطينية التي على ما يبدو قررت أن تنحى صوب الاستسلام كما حال أنظمة العرب البعيد منها والقريب.

بالطبع هناك سوابق للتصرف الغربي الإمبريالي منذ بداية الاستعمار بعيد الاكتشافات الأوروبية للعالم الجديد. إذ كان ينظر لأصحاب الأرض ذات النظرة الصهيونية الحالية في فلسطين فهؤلاء تعلموا من أولئك، وإذا ما قدر أن ظهر صوتاً ولو شبه رسمي مستنكرا ينبري الصهاينة بتذكيرهم بما فعل أجدادهم بالسكان الأصليين أو يقومون بابتزازهم للاضطهاد الذي لاقوه بأنفسهم في أكثر عواصم أوروبا تمدناً. كانت آخر النماذج الذي نتكلم عنها جنوب افريقيا. قد يكون البعض ممن ينتظر نخوة فاتيكانية تجاه أحفاد عيسى بن مريم لوقف الإبادة لا يعلم أن من حضر أرضية نظام جوهانسبرغ هي الكنيسة الكاثوليكية التي لم توافق على القرار الإنكليزي بإنهاء الاستعمار المباشر وقامت بتشجيع الرجل الأبيض بأفريقيا للانتقال إلى جنوبها. أما ما يقال له عالم إسلامي بقيادة إسلامية فالموقف التركي عينة صغيرة للنخوة الإسلامية.

ماذا بقي لفلسطين كي يترحم عليها أمام هذه المعطيات فالجميع يريد من أبنائها القبول بالاستعباد والتخلي عن المقاومة حتى ذلك الذي يقال انه قاوم بالأمس في عمان وبيروت أكثر منه في فلسطين وأعني هنا م ت ف، وأنظمة الصمود والتصدي أظهرت انها كانت فلسطين شماعة تستمد منها شرعيتها حيث قاتلت شعبها أكثر مما قاتلت على تخوم فلسطين.

أيها الفلسطينيون جميعكم إرهابيون حتى أطفالكم الخدج هكذا يتعاملون معكم عرباً وعجماً والنخوة الإيمانية لا تفيدكم، بل إن البعض يطلب منكم الانصياع لمشيئة الرب إذ انه أدخلكم في التجارب لكي يتأكد من صحة إيمانكم أنتم إرهابيين ولو كنتم في بروج عاجية مؤقتة تذكروا ذلك، لم يبق لكم إلا قبضاتكم لكسر القيود هذا قدركم منذ ولادة طفل المغارة قيامتكم بيدكم.

آن الأوان لكي لا تركنوا لاحد تحديداً أصحاب الوجوه الصفراء مما تقولون عنهم أشقاء واهل إيمان، فالكافر الغربي وقف معكم في ميادين العواصم الغربية لان لديه رؤية إنسانية للأمور ولم يقف معكم منة كما يحلو للبعض تمنينكم بمساعدة من هنا وموقف من هناك بل لأنه يعي أن الاستبداد الحاصل لحقوقكم سوف يتجه اليهم بعد ان تكونوا قد استسلمتم .

سامر حداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *