السفيرة الأميركية عمّمت.. وهؤلاء نفّذوا!

قبل حوالي الأسبوعين عمّمت سفيرة الولايات المتحدة الأميركي دوروثي شيّا على عدد من الشخصيات التي تربطها بها علاقات وطيدة، ضرورة حرق ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة.
يأتي هذا التعميم بعد أجواء أشاعها أكثر من مسؤول على علاقة بملف لبنان في الإدارة الأميركية الحالية تفيد بأن بلاده تفضّل بقاء عون في اليرزة، على أن يتحوّل من قائدٍ “ناجح” للجيش إلى رئيس مهمّش بلا دور وبلا صلاحيات.
أكثر من دلالة على هذا الموقف الأميركي تُرجم اقليميًا، لا سيما من خلال توقّف عدد من الدول الخليجية عن تسويق اسم القائد للرئاسة، لا سيّما وأن فترة المونديال وما سبقه شهدت طرح اسمه كشرط اساسي للدعم مستقبلًا.
من هنا تحيّز البعض فرصة توقيف وليام نون، معتقدًا أن بإمكانه التصعيد وصولًا إلى دفع الناس إلى الشارع وقطع الطرقات وارباك الجيش في تعاطيه مع الحالة. ورغم أن الإحتكاكات لم تنجح في تصوير الجيش بصورة المفرط في استخدام العنف، إلّا أن بعض الإعلام تقصّد التركيز على اصابة أحد المتظاهرين، بشكل كبير ونافرٍ، والهدف حرق اسم قائد الجيش كمرشح رئاسي!
تشير الأجواء، أن ضغوطات مورست على أحد القضاة من أجل اطالة أمد توقيف طوق، ريثما تتمكن آلة البروبغندا الموجّهة من انزال الناس وجرّهم لمواجهة مع الجيش. في هذا الإطار اكتملت أدوات المشهد، نوّاب من لون سياسي واحد في مركز أمني، تهديد للقضاء بلهجة عالية، استخدام لغة المظلومية اضافةً لدعوات مباشرة للناس للانتفاض على الواقع. وكون التغييريين ومعهم باقي مكوّنات الرابع عشر من آذار تصدّروا وحدهم المشهد، نجحت المساعي جزئيًا في شبك خيوط السيناريو.
في صباح اليوم التالي، التمست بعض وجوه فريق الثامن من آذار أن هناك سيناريو ما سلك مسار التطبيق، وإن ما كان يحصل أبعد من مسألة توقيف شابٍ عادي لا يعدو كونه شقيق أحد ضحايا انفجار 4 آب ولا ذنب له سوى أنه “انفعل” لأسباب عدة أبرزها تمييع التحقيقات وتجاهل مطالب أهالي الشهداء والضحايا.
تحرّك فريق الثامن من آذار ومعه التيار الوطني الحر لجهة بيانات التضامن مع وليام نون والمطالبات بإطلاق سراحه، وتحديدًا من النوّاب جميل السيّد والياس بو صعب وسيمون أبي رميا والوزير السابق وئام وهاب، وما سبقها من بيان للنائب حسن مراد دعا فيه لاستكمال التحقيقات، سحب بعده البساط من تحت الفريق الآخر، الذي سعى لتصعيد يؤدي لاصطدام مع الجيش يُلامُ بعده القائد على تعامله مع المدنيين!
أُطلق سراح وليام نون، بعد أن طال المشهد أكثر مما يحتمل، ولم ينجح مخطّط ضرب صورة قائد الجيش شعبيًا. مخطط كانت ركاكته واضحة وضوح الشمس، ولكن عدم نجاح الظروف بدفع الناس نحو الشارع رغم ملامسة سعر صرف الدولار عتبة الخمسين ألف ليرة، ساهمت بتسرّع من نفّذ!
ورغم ذلك، لا يمكن الحديث اليوم عن أن قائد الجيش جوزيف عون قد وضع قدمًا بالقصر الجمهوري، كونه لا يزال يفتقد لدعم حزب الله وكل حلفائه مبدئيًا، ولكن الأكيد أن سيناريو حرقه شعبيًا لم ينجح به من لا يزال يتمسّك بترشيح ميشال معوّض للرئاسة.
وللمفارقة، ترشيح معوّض هنا يشبه توقيف نون، لن يقدّم معوّض ولن يؤخّر.

ماهر الدنا