حبيب الشرتوني: نُدافع عن بلادنا بوجه المُعتدي أيّاً كان

ما أن قرأ الاعلامي سامي كليب جزءاً من رسالة حبيب الشرتوني متلعثماً ومعتذراً من ضيفتِه التي دعاها لتسويقها سياسياً، فيما لا مواهب سياسية لديها، ضمن حلقة الرئيس على الجديد التي هدفت لتبييض صفحة بشير الجميل ، حتى قامت قيامة الكتائب وراحت تطلق التهديد والوعيد.
ولهذا السبب تنفرد صباح الخير-البناء بنشر نص الرسالة كاملاً.

أُبلغتُ عن تحضير الأستاذ سامي كليب لحلقة تلفزيونية تدور حول بشير الجميّل قبل يومين على بثِّها، وبما أنني لم أحضِّر أية مواد لها بعد أن استوفيتُ الحديث عن هذه القضية خلال السنوات الماضية، اكتفيتُ بالإجابة على سؤالين مطروحين: لماذا؟ وهل ندمتَ؟ ما لن يفي هذه الحلقة ومعدَّها حقَّهما.
أما بالإجابة فالسبب المعلن واضح وضوحَ الشمس ومتعلِّق بالخيارات الوطنية المطروحة أمامنا، بحيث نحاول الدفاع عن بلادنا ومصالح شعبنا أمام المعتدي علينا أو الطامع بمواردنا وحقوقنا كائناً من كان، أم نرضخ للقرارات الخارجية الجائرة وللإملاءات كما حصل في تاريخنا لا سيما الحديث، ولا نزال ندفعُ بسبب هذا الرضوخ مُكرهين الأثمان الباهظة.
أسألُ أي مواطنٍ لا بل أي إنسان في مجتمعنا إذا كان لا يزالُ يجهلُ أعمالَ إسرائيل والذين تحالفوا معها في لبنان، والبصمة القبيحة التي طبعوها على جبين الوطن، فيما لا أستثني الذين سلكوا سلوكاً أيضاً بشعاً وطائفياً فيما فعلوه سواء كان فعلاً أو ردّ فعل.
وإذا أردنا الغوص أبعد في رؤانا وتحليلنا قد أضيف: ماذا يعني بناء أوطان على أسسٍ دينية متزمّتة في زماننا المعاصر، بدل بنائها على المفاهيم الجمهورية والديمقراطية الحديثة وحقوق الأقليات وسائر الكائنات؟
فلو نجح مشروعهم آنذاك، هل كانت فشلت المشاريع الموازية للكيانات التكفيرية؟
وهل يرضينا تقوية طائفة على بقية الطوائف وإحلال الظلم بدل العدالة الإجتماعية؟
وما يطلقون عليه تسمية الحلم، عشناه لسنوات وشاهدنا مجازرَه ودماره ونتائجه المبهرة.
ومَن مِن ذلك الجيل لم يشاهد بأم العين كيف بدأت الحرب الأهلية ومن بدأها ولماذا.
فهل أعذارٌ من هنا وحججٌ من هناك تزيلُ السبب الحقيقي وتمحو المسلسل الذي كلّفنا ما يزيد عن مئتي ألف قتيل ناهيك عن أخوتنا من الجنسيات الأخرى.
أنا لا أعود بكلامي هذا إلى تلك الصفحة التي طويت بطريقةٍ خاطئة، ولا أجاهرُ أو أتحدَّى كما يفعلُ البعض، فإذا أخذنا العِبر من الأمم المُعتَبَرة حيَّة والمتقدمة علينا، نعي كيف تُطوى صفحات الحروب وتُهدّأ المجتمعات ويُعاد البناء على أسسٍ ثابتة ومتينة، بدل إحلال الاستنسابية والقفز فوق القوانين وتهميش التشريعات.
وبالنسبةِ للندم فهو يقعُ في الأحوال العادية على الأعمال الفردية ذات الغايات الشخصية، وليس على الأعمال المقاومة مهما تنوَّعت والتي تصاعدت وتيرتُها بعد الاجتياح الشامل عام 82 ولا تزالُ تنبضُ بالحياة في فلسطين حيث يهيمنُ الاحتلال. أما في هذا الحال بالذات فالسؤال منسوبٌ للخيارات الوطنية التي ذكرتُها ولا مجال للتبديل فيها، وإلاّ لأخذنا خيارات صالحة للقرون الوسطى مسيحياً، إذا أعطينا النموذج الأوروبي مثلاً، بالرغم من إيماني المسيحي العميق الذي أعتبرُه شأنا خاصاً بي وبخالقي، كما يمكن ملاحظة النموذج الإسلامي عموماً ولو حلَّ متأخّراً بعض الشيء عن القرون المظلمة.
فهذه الظاهرة عابرة للأديان وأشدّ استفحالاً في بدع الدين اليهودي.
وأسمحُ لنفسي بإضافة فقرة تكمِّلُ المشهد وهي المُثارة حول سبب عدم محاكمة امين الجميّل لحبيب الشرتوني والتي تمّ التركيز عليها من جانب الكتائب والقوات وكأنه تقصير في معاقبتي. فإنّ المعلومات التي أدليتُ جزئياً بها بعد انقضاء ثلاثين عاماً أي في 2012، تُفهِم بأن الحتفَ كان أخفّ وطأةً من المعاملة الفريدة والشرسة والمحترفة التي عوملتُ بها طيلة ثمان سنوات، قضيتُ ستة منها بالإفرادي، وهذا حتى أجَن قبل الموت ليُقال: إن الفاعل مجنون.وقد حصلت بعد توقيف أهلي وتعذيبهم والتنكيل بهم ثمّ إعدامهم مع قتل أربعة أفراد من أسرتي وملاحقة البقية، فيما نجا المسافر من بينهم أو المتواري. ناهيك عن سرقة ملف ثمين جداً مني تلهّى به وبتسويقه الأمين دون أمانة لسنوات عدّة، قابضاً مالاً وفيراً من الغرب وخصوصاً من الولايات المتحدة التي ميَّزته فترةً طويلة عن سواه من بين حلفائها لهذا العامل، وكان أمكن توجيه السؤال للمحقق سعيد ميرزا عن صحة الكلام لو كانت لدينا دولة خصوصاً في ذاك العهد الذي أخفى الملفات كما أخفى البشر.أما بعد خروجي من المعتقل فلقد سمعتُ من لسانِه أن رئيس الوزراء الشهيد رشيد كرامي، الذي حرّض جعجع لقتلِه حتى يُزاح عبء ثقيل عن حكمِه، والرئيس نبيه بري الذي كان وزيراً للعدل عطَّلا مداورةً المحاكمة.

One thought on “حبيب الشرتوني: نُدافع عن بلادنا بوجه المُعتدي أيّاً كان

  1. مرحبا
    امين الجميل حرض سمير جعجع على قتل رشيد كرامي؟ لكن امين وسمير لم تكن علاقتهما جيدة. اذا امكن الايضاح لان هذا الكلام مستغرب

Comments are closed.