ايها القوميون
بدأت في الآونة الاخيرة تظهر للعلن بعض مفاعيل وإنتاجات التعصب الطائفي والتزمت الديني. وأمعنت تلك الحالات في تكريس الفرز المذهبي من خلال تصنيف المناطق والأحياء والمدن والمحافظات وفق معيار لا وطني وتقسيمي تحت منطق الجمعيات الدينية وافرازاتها الملوثة والمرضية.
إنّ أخطر ما يدور في فلك تلك التجمعات إضافة الى فكرة التقسيم للتمهيد نحو الفدرلة والامن الذاتي والابتعاد عن منظومة الدولة، هو تجييش الفئات “الأُخرى” على خلق حالات مشابهة في احيائها ومناطقها بحجج واهية ومنطق مقيت يؤدي الى ضرب ما تبقى من بنية لمؤسسات الدولة عامة والأمنية منها خاصة، فتنطلق الابواق الراعية والمشبوهة لتبرر ذلك تحت عناوين مختلفة بعضها يلامس حاجات الناس ومشاكلهم والبعض الاخر يحاكي غرائزهم الطائفية، فالانضواء تحت مؤسسات الدولة بعللها ومشاكلها وعجزها احياناً أفضل بكثير من اللجوء الى تجمعات ورايات وحركات تدعو لخدمة المجتمع لكنها تعمل على تفتيته وتجزئته.
ايها القوميون
إن ما يحصل في كياناتنا من إعادة تعويم وإظهار وتشكيل لتلك الحركات المرتبطة بجهات خارجية وتحت غطاء مذهبي تسعى دائماً لضرب بنية مجتمعنا ومؤسساته خدمة للهدف الاساسي الذي يسعى فيه عدونا لاستهداف عوامل قوتنا المتجسدة بفكرنا المقاوم وحركاته المتعددة وجيوشنا الصامدة، فترون نفس المشهد يتكرر في السويداء والاشرفية وبغداد ومناطق مختلفة لتكون نتيجته في حال كتب له النجاح كارثية ومدمرة.
ايها القوميون
إن دوركم أساسي ومفصلي ولا مفر لكم من أن تكونوا السباقين لمواجهة تلك الحالات ومنعها من النمو والانتشار وتحقيق أهدافها لأننا نعمل لقضايانا في كل بقعة ومتحد وبيئة نتواجد فيهم حيث الانقسام نابع من الجهل لحقيقة مجتمعنا وعدم ادراك بمصلحة شعبنا وخير امتنا.
كونوا أقوياء وسداً منيعاً يقف بوجه كل من يعمل برياء وغش وشبهة وعمالة، واستعدوا لمواجهة تلك الحالات بشتى الوسائل ومهما كانت المصاعب فارادتكم اقوى من كل تلك الصغائر.