السردية الكاذبة وحقيقة المقاومة

التضليل الذي يسوقه السياسيون في لبنان يعتمد على سردية كاذبة، وعنوان هذه السردية أن المقاومة هي ذراع إيرانية، تعمل وتأتمر بأوامر إيرانية والمقاومة تتحرك وتقاوم خدمة للمشاريع الايرانية في المنطقة وأهمها نشر التشيع والنقطة الثانية الضغط عبر أذرعها على اذناب المستعمر الأمريكاني والاطلسي في دول المنطقة وعلى رأسهم «دولة» العدو اليهودي.

أصحاب هذه السردية هم الطائفيين النفعيين الذين يعملون لحساب الاستعمار العالمي المحرك بأصابع امريكانية، والتضليل الانعزالي هذا يحاول تعمية الوعي عند شعبنا، وتهميش التاريخ وسير الاحداث في بلادنا. فالمقاومة ليست ذات نشأة إيرانية كما يدعون، المقاومة في بلادنا بدأت منذ ما قبل العشرينات من القرن الماضي ضد المستعمر في بلادنا، والمقاومة خاضت مواجهات مع الاحتلالات المتعددة، التركي والفرنسي والانكليزي   وهي أصلية في شعبنا الذي يعرف معنى الحياة العزيزة ومستمرة لهذا التاريخ. فالجمهورية الاسلامية في إيران مشكورة على دعمها لمقاومتنا، ولها كل الجميل وشعبنا يحفظ لها الجميل، لما قدمت لمقاومة شعبنا من امكانيات، وما السردية المأجورة التي تصف المقاومة بانها ذراع إيرانية، الا محاولة فاشلة لتعطيل عقل ابناء شعبنا، وما الاموال الذليلة التي تدفع ثمنا لهذه الحملات الإعلامية وينعم بها بعض الافراد والسياسيين النفعيين الاذلاء الا الفشل، وهي لن تجد طريقا للوصول الى عقل شعبنا المدرك.

أيضاً التاريخ يشهد ان المقاومة ما عملت الا لمصلحة لبنان وفلسطين وكل  اللامة السورية. فالزعيم انطون سعاده الشهيد الاعظم وسناء محيدلي ولولا عبود واحمد قصير وبلال فحص والسنوار وابوعلي مصطفى وجهاد جبريل هؤلاء ابطال ورموز المقاومة الوطنية الاصيلة وليسوا أذرع إيرانية. واليوم سيد شهداء الامة الشهيد حسن نصر الله ورفقائه الشهداء ليسوا أذرع إيرانية ولو تلقوا الدعم من إيران التي لها التحية لعطائها.  لقد حرر الشهيد السيد حسن نصر الله لبنان من الرجس اليهودي، وقاد محور المقاومة لحفظ فلسطين وارض الشام، وما كان يقاتل على الجبهات الايرانية، بل على ارض لبنان والشام وفلسطين، وأيضا شهداء الحزب القومي الابطال وسام سليم وابراهيم الموسوي وانور الحسيان ما كانوا يقاتلون لأجل المفاعل النووي الايراني، بل كانوا يدافعون عن شرف الامة وترابها المفدى. وارتقوا شهداء كبار على طريق تحرير لبنان وفلسطين وكل شبر من الامة السورية. فهؤلاء المقاومون الشهداء والاحياء المؤمنون بحق الامة السورية بالحياة الكريمة، وبالحرية، والاستقلال، والسيادة. هؤلاء، يمثلون عظمة النفسية السورية التي تأبى العيش النفعي الذليل ولا يرضون الا الحياة الحرة العزيزة، وقد قدموا أنفسهم ومستعدون ان يقدموا ابناءهم للموت متى كان الموت طريقا للحياة.

ان احزاب الطائفية والسياسيين النفعيين بقصر نظرهم يبذلون كل الجهد كي يضللوا شعبنا خدمة لعدونا اليهودي واسياده من الحلف الاطلسي، وليجعلوا من لبنان وغيره في أمتنا أرضا لليهود ومنصة لمصالح المستعمر. محاولين ان يعمموا مفهوم الذل والاستسلام، وان يجعلوا من ابناء مجتمعنا مشردين اذلاء. ولكن دماء شهدائنا وثبات مقاومينا وارادة المؤمنين بالمقاومة هي المنتصرة حكما.

 ومهما تفنن هؤلاء، أحزاب الانعزال والإرادة الأجنبية في بلادنا، فلن ينجحوا في اقناع أي  عاقل من أبناء أمتنا  بسرديتهم الكاذبة  وإننا  لمنتصرون وهم والعدو لمنكسرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *