ترهات الانعزال

ترهات الانعزال

الضخ الإعلامي غير  المسبوق التي تبثه وتنشره اغلب محطات التلفزة  والإذاعة والصحف، والذي محتواه أن المقاومة قد هزمت وقد جلبت على الأمة الويلات.  ويصورون وهماً وكأن الدبابات اليهودية مع جنودها منتشرة من الناقورة إلى عكار ومن البحر إلى رؤوس الجبال. وعمال الحلف الأطلسي الذين يشتغلون بمهنة السياسة في بلادنا، بدأوا يرسمون هيكلية الدولة الجديدة المزعومة في الكيان اللبناني، واعدوا لهذه الدولة من مخيلتهم المطبوعة من حبر الأطماع الأجنبية جيشا ينتشر على كامل تراب الكيان، بمساندة قوات أجنبية وحصرا من جيوش الحلف الأطلسي، وبضمانة أمريكانية. واخذوا يصممون للكيان علاقاتهم الدولية المنبطحة امام السياسات الأمريكانية والغربية والعدو اليهودي، غير مقيمين اي اعتبار إلى مسلمات الحياة الحرة والمستقلة، وبدأت غالبية الأحزاب الانعزالية بالتنظير للسلام في المنطقة، ويروجون ان الأمريكاني راعي سلام ووفاق بين مكونات المنطقة. وأخذت تأخذ من الدول العربية التي عقدت اتفاقيات سلام مع «دولة» العدو اليهودي الغاصب مثالاً وقدوة. وهذه قوى الانعزال ترى فقط وقف إطلاق النار على حدود هذه الدول وما رأت استسلامها وذلها وكيف باعت حق فلسطين وحق الشعب في فلسطين. ولم تر الجوع والتأخر الاقتصادي سواء بالأردن أو مصر، والتهديدات اليهودية المذلة للأردن ومصر. وتتفاخر وتحاول أن تتماها هذه القوى الانعزالية الممسوكة من الأمريكان وبقية الغرب بالاتفاقية الإبراهيمية التي عقدها العدو مع بعض سياسي العرب المتآمرين. ويستعملون كل مهارتهم لتجميل الاتفاقية الإبراهيمية على أنها اتفاقية أخوة وسلام وتنمية اقتصادية يشترك بها كل دول العالم العربي «ودولة اليهود» ويتناسى الانعزال في لبنان وغيره على مختلف تشكيلاته، حق الشعب السوري في فلسطين. ويسكتون ويوافقون ضمناً وجهارة عن قتل وتشريد ملايين الجنوبيين الفلسطينيين رجالا ونساء وأطفالا.  وباعوا أرضنا في الجنوب السوري كرمي للإرادة الأمريكانية واليهودية والغربية. لا بل سلخ الانعزال في لبنان عن لبنانهم ال 10452كلم الجنوب اللبناني وشطبوا من سجلات النفوس في لبنان أبناء الجنوب والبقاع الشمالي والأوسط والغربي والضاحية وغيرها، وينظرون إلى الجنوب اللبناني والبقاع كأنهم مناطق جغرافية في قارة أخرى.

هذا العمى والتضليل الانعزالي فريد بالعالم، ما من حزب أو نادي صغير بالعالم يتنصل من أبناء شعبه. الوهم الانعزالي ضلل بعض أبناء الشعب في لبنان على أنهم أمة تامة ولبنان وطن نهائي أزلي سرمدي لجميع أبنائه، ومنفصل عن محيطه القومي، وصدقوا هذه الترهات التي ترفضها كل العلوم. حتى هذه الترهات العمياء الطائفية والمذهبية، حدت ببعض سياسي الانعزال إلى التبرؤ من أبناء شعبهم وغير متأسفين أن سحق العدو هؤلاء المواطنين   المسالمين في الجنوب، والبقاع، والضاحية، وغيرهم.

 وحتما يحاول هؤلاء الساسة المرتبطين بالأجنبي ان يقودوا هذا الشعب الطيب إلى المقصلة.  ونسأل هذه المجموعة من السياسيين ماذا تجنون من التمزيق في جسد الأمة والشعب وماذا تجنون من إشعال نار الفتنة غير هلاك لبنان كله وبجميع أبنائه. هذا الحقد على المقاومة يقودنا إلى سؤال ماذا فعلت المقاومة حتى يرمي هؤلاء السياسيين بأحقادهم عليها.  كما نسأل ماذا فعلت أحزاب وفصائل محور المقاومة في لبنان. كل الذي فعلته أحزاب المقاومة أنها رفضت الاحتلال اليهودي للبنان، وقاتلت للزود عن لبنان وحريته واستقلاله، لقد قدمت خيرة شبابها شهداء ليبقى لبنان لبنيه ولتبقى جغرافية لبنان ذات سيادة. 

هؤلاء المقاومون دافعوا ويدافعون عن حقوق قومتيهم من طوروس إلى سيناء ويدافعون عن حقوق العالم العربي ويدافعون عن لبنانيتهم (لو نظرنا بمنظار الانعزال).  هذا الدفاع هو شرف وعزة وفخر الأمة. اذن لم يفعلوا شيئا يضر بالأمة فلماذا فتحت كل هذه الأبواق المأجورة ضدهم.  وهل محور المقاومة في لبنان هيمن على لبنان، الوقائع تدل ان محور المقاومة كان وما زال ضنينا في لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات ولم يبسط هيمنته عليه وعامل الانعزال في أبهى صور الإخاء الوطني والقومي. لذلك ندعو كل التكتلات أو التشكيلات التي ترمي المقاومة بسهام السم ان تكف عن ذلك وان تعتصم بالوطنية الموحدة. ولان الحقائق تبرهن ان المقاومة يوم اجتاح العدو اليهودي لبنان سنة 1982 كانت قلة قليلة في العدد والعتاد، ولكنها كانت متسلحة بالحق، وهذه القلة قد رأينا كيف هزمت الاحتلال اليهودي وكيف أخرجته من لبنان.  أما اليوم كبرت وتعاظمت المقاومة عديدا وعتادا، وتقاتل ببسالة على مختلف جبهات القتال. وكل يوم تزيد أمتارا من راية النصر التي سترفعها يوم يندحر العدو ويتوسل وقف إطلاق النار، فالمقاومة تكبر وتزداد اطرادا وتحقق أهدافها بمنع العدو تحقيق أحلامه في تثبيت يهودية فلسطين وتوسيع احتلاله في غزة والضفة، ولبنان، والأردن، والشام. فالرهان من قبل الانعزال في لبنان وفلسطين وباقي الكيانات على الأمريكاني والغربي والعرب المتآمرين حتى لا نقول على جيش العدو، هو رهان خاسر ويقود لبنان والكيانات الأخرى إلى مزيد من التقهقر والضعف، وقد يؤسس إلى حروب أهلية لا تبقي لبنان، ندعو كل المراهنين على سياسة الأطماع الأمريكانية والأطلسية وعلى غباء السياسيين العرب المتآمرين، ان يرجعوا إلى رشدهم رأفة بهم وبالشعب. فالمقاومة من الشعب وإلى كل الشعب تريد الخير للأمة وتريد حفظ الوطن، هي لا تريد بكم شرا، بل تريد لكم كل العزة والكرامة. والمقاومة لنصرتكم ولرفعتكم ولو لم تشاركوها النضال. فكل تضحياتها لصون حريتكم وسيادتكم واستقلالكم وحقكم بالحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *