كتب المحلل السياسي في صباح الخير-البناء:
لقاء معراب الذي عقدته “القوات اللبنانية ” منذ أيام، مستعجلة قطف ثمار الحرب التي يظنون أن نتائجها ستكون لصالحهم، لم يكن “حساب الحقل فيه كما حساب البيدر”، فالمشهد الهزيل لحجم التمثيل في هذا اللقاء أسقط كافة الرهانات على استنهاض “الجبهة اللبنانية “من جديد.
وقد وصف الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، اللقاء، بأنه “محاولة أولية لإعادة إحياء الجبهة اللبنانية، إلّا أن هذا الموضوع لم ينضج حتى الساعة، بحيث أن الافراد المفترض انضواءهم تحت هذه الجبهة لم يحسموا أمرهم وينتظرون نتائج المعركة، ومن هنا سُجل تغيب الكثيرين عن اللقاء أو تخفيف تمثيلهم منعاً للإحراج”. واعتبر إذا كان القصد من هذا المؤتمر ان يكون وطنيا يجمع كل الطوائف، فلم يحضره أي درزي او شيعي ولكن سني واحد وموارنته لجعجع وحده
ورأى بأن “القوات المستعجلة الخطوات اكتشفت ان جميع أطياف المعارضة لم تسِر معها بعدما أسقطت من حساباتها المكون السني الذي كان من الممكن أن يعزّز من أهمية اللقاء، نتيجة تغير المزاج السني إلى حد ما بعد طوفان الأقصى وأصبح هناك تحولات”.
لافتا في هذا الإطار، إلى أن “حركة حماس ليست منظمة عسكرية فحسب، فهي امتداد للإخوان المسلمين وان الاستثمار بالخلاف السني الشيعي لم يعد موجوداً، لأن فلسطين جمعتهم اليوم، فهذا التحول في الشارع السني لا يجب أن نغفله”.
ويُشير إلى أن “توقيت اللقاء ليس خاطئًا فقط، بل إنه لم يأخذ بعين الاعتبار التحولات التي تحصل في أوساط الطوائف الأخرى.” مذكرا بأن النظام الذي ارتضاه الجميع هو نظام قائم على طوائفه ويدعى الديمقراطية التوافقية، وهذه الديمقراطية كان لها رجالات توافقيين”.
وإذْ شدّد على أهمية التوافق في البلد، رأى أن “فائض القوة في نظامنا، لا يمكن لأي طرف كان أن يصرفه على اعتبار أنه قائم على التوازنات بين الطوائف”، ويقترح بأنه “في حال لم يكن يعجبنا هذا النظام فلندعو إلى مؤتمر تأسيسي ويتم الاتفاق على نظام جديد”.
ونصح سركيس “بالالتفات إلى الأولويات في هذه المرحلة، حيث هناك خطران يهدّدان لبنان:
-الأول يتمثل بمخاطر النزوح السوري في لبنان حيث يمول الغرب بقاءهم هنا ولا أحد يعلم ماذا يخططون، وكأنهم يودون اللعب بهذه بورقة في مرحلة لاحقة، وعلينا كلبنانيين التفكير أولا بكيفية بقاء الجمهورية قبل التفكير بالملف الرئاسي لأن الخطر على الجمهورية أشد من الخطر على الرئاسة.
-الخطر الثاني يتمثل بالمطامع الصهيونية وبما يعلنه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن إسرائيل الكبرى ومن ضمنها لبنان، كما يشير إلى وجود إعلانات تحث الإسرائيليين على شراء الأراضي في الجنوب اللبناني من أجل إنشاء مستوطنات، وهذا خطر لن يقتصر على طرف أو طائفة معينة بل على كل اللبنانيين”.
ووفق هذه المعطيات، يدعو أبو زيد كافة الكتل النيابية من دون استثناء وكافة الزعماء السياسيين لـ “الإتفاق على حل يمكّن من الحفاظ على لبنان ولمواجهة التحديات، وفيما بعد على كل طرف القيام بنقد ذاتي لتجربته ووضع تصور للمستقبل، وأما الخلافات فستؤذي الجميع حتماً”.
خلص أبو زيد إلى اعتبار «نتائج لقاء معراب اقل من “جبهة لبنانية “وابعد ما يكون عن مؤتمر وطني نظرا لافتقاده الى أي أفق وطني يستوعب أو يتوافق مع أغلبية الفرقاء من أجل مواجهة هذه التحديات التي تهدّد لبنان».