لن نجد من النصر مفرا

بداخلنا جميعاً احتياطي غير متوقع من القوة؛ يظهر عندما تختبرنا الحياة بقسوة

– إيزابيل الليندي

تعلمنا من حرب تموز 2006 الدروس التالية:

إن اقوى مظاهر القوى كامنة في صدور الشعب المقاوم الصامد المتضامن.

إن كل سلاح يقابله سلاح آخر مضاد.

إننا حاربنا أميركا وليس فقط الكيان الغاصب وانتصرنا.

إن الحق هو الأعلى والنصر للذين تمسكوا بحقهم في الوجود.

إن الرأي العام يدرك وان بعد حين ويعترف بحقوق الشعب المضطهد المحتل.

واليوم تتكرر المشاهد ذاتها:

عدو غاشم مجرم متوحش عديم الأخلاق وفاقد للحس الإنساني.

شعبنا صامد يقاوم ويقدم الشهداء على مذابح الحرية والسيادة والاستقلال والتي من دونها لا حياة ولا كرامة.

الأسلحة المتوفرة لدى المقاومة قادرة على الرد وتكبيد العدو الخسائر الجسام.

الحكام العرب هم ذاتهم الذين تخاذلوا وتخلوا عن سعيهم لنجدة أبناء عمومتهم والذين سيقبلون في حينه الى تصحيح المسار ليقدموا المساعدات المطلوبة.

ماذا في التفاصيل على ارض الواقع؟

رئيس وزراء الكيان النتن هو على ما يبدو وآخر رئيس وزراء، منذ عقد ونيف فهل هو مكلف بتصفية المشروع الصهيوني الاستيطاني الذي لم يتمكن خلال مئة سنة وليس خمسة وسبعون سنة من احتلال فلسطين والتخلص من خمسة ملايين فلسطيني ما زالوا مقيمين على أرضهم لا يتزحزحون.

من ناحية أخرى، يجب أن نعترف ونقر أن أميركا فشلت منذ سقوط خصمها اللدود الاتحاد السوفيتي من تطبيق هدفها المعلن في فرض عولمة أميركية على عالم ينهض ويتطور، حتى نتج عن ذلك التطور والتقدم ولادة اتحاد دول كبرى مثل الصين وروسيا وإيران والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل والمملكة العربية السعودية التي تسعى بكل الطرق الى حماية وجودها.

كذلك لا يمكن لنا إلا ان نعترف ونقر هذه المرة بان فداحة الحرب الصهيونية وشراستها وطول مدتها قد أيقظ الضمير العالمي في أوروبا وأميركا والذي قاده طلاب عشرات الجامعات الأميركية والأوروبية. هذه النخب التي يفترض بها إدارة شؤون أوطانها بعد سنوات مقبلة.

وأخيراً متى سيعي قادتنا وحكامنا (ومن يلوذ بهم) في لبنان خاصة أن فلسطين ليست اقل أهمية من لبنان، وأن خسارة فلسطين ستؤدي حتماً الى خسارة لبنان، وذلك لسبب بسيط وهو ان تكوين هذا البلد ليس سوى النقيض لدولة الكيان الذي عمل في السر والعلن من اجل تقويضه وتدميره وصولاً الى تقسيمه … مع انه يدرك انه عصي على الانكسار والسقوط لان تركيبته الديمغرافية وتكوين جغرافيته وقدرته (مثله مثل الشعب الفلسطيني) على التماسك والتمسك بأرضه رغم عشرات المحاولات لتدميره منذ اتفاق القاهرة المشؤوم عام 1969.

في زمن أصبحت الكلمات عاجزة عن التعبير والتصريح عن المشاعر الجياشة التي تغمرنا أوجه لمناضلي بلادي، اصدق التحيات وأيضا لأهل الشهداء وخالص التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى.. يا أيها الذين تكتبون التاريخ بدمائكم الذكية الطاهرة.

فايز فارس