صوت سعاده

صوت سعاده

إن حالة امتنا ووطننا لا تزال الحالة عينها التي تستدعي التوجه الكلي الى مزية أولية اساسية من مزايا حزبكم ونهضتكم العظيمة أعني مزية البطولة المؤمنة. فان ازمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها انقاذ منها الا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة. فاذا تركت امة ما اعتماد البطولة في الفصل في مصيرها، قررته الحوادث الجارية والارادات الغريبة.

إن حزبكم قد افتتح عهد البطولة الشعبية الواعية، المؤمنة، المنظمة، في أمتكم. فإن عهدكم هو عهد البطولة، فلا تتخلوا عن طريق البطولة ولا تركنوا إلى طريق المساومة الغرارة. قد أكسبت حزبكم مرونة سياسته الأصلية، ودبلوماسية مدرسته السياسية الدقيقة الفكر، أنصاراً كثيرين وألّفت قلوب جماعة كانت بعيدة عن الحزب. ولكن، أقول لكم، إن قوتكم الحقيقية ليست في المؤلفة قلوبهم ولا في المتقربين إليكم في طور نموكم، بعد زوال كابوس الاحتلال العسكري الأجنبي، بل في بطولتكم المثبتة في حوادث تاريخ حزبكم، وفي عناصر رئيسية، هي: صحة العقيدة وشدة الإيمان وصلابة الإرادة ومضاء العزيمة. فإذا فقدتم عنصراً واحداً من هذه العناصر الأساسية، انصرف عنكم المناصرون وتفرق المتقربون.

بوانس أيرس في 10 كانون 1947

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *