عملية الجازي على مسافة صفر من الكرامة والعز

عملية الجازي على مسافة صفر من الكرامة والعز

كل ما فينا للامة، وهذا مبدأ راسخ في نفوس ووجدان أبناء أمتنا، يجسدونه قولا وفعلا وبشكل بديهي، فيرد وديعة الأمة التي تضخ في عروقه وقفات العز، والحقيقة التي لا مهرب منها ان شعبنا مقاوم بطل فوق العادة.

فالعملية البطولية التي قام بها سائق الشاحنة (الشهيد ماهر الجازي) الأردني النشمي، وارتقى على أثرها قديسا، شهيدا، بطلا، مرديا بجنود العدو قتلى، تؤكد من جهة على وهم الأمن “الإسرائيلي”، ذاك الأمن الذي فشل في 7 أكتوبر ويفشل اليوم مرة أخرى في عملية الجسر. ومن جهة ثانية تعلن هذه العملية عن حقيقة ونبض شعبنا في كل كيانات أمتنا، كما تشكل استفتاء شعبيا على ان العلاقة مع العدو مرفوضة، والحرب في غزة هي حربنا وفلسطين أرضنا، والصهاينة عدونا الوجودي ومهما حاولوا عزلنا عن المسألة الفلسطينية لم ولن يستطيعوا، فاتفاقية سايكس-بيكو ليست راسخة إلا في عقول وبروتوكولات ساستنا البعيدين كل البعد عن منطق وفكر الشعب، فهم في وادي العمالة والارتهان وبين أختام الصفقات والاتفاقيات الخسيسة، ونحن على مسافة صفر من الكرامة والعز، وإرادتنا كشعب اقوى وأبقى. ومهما ارتكب هذا الكيان السرطاني من مجازر، وضيق الخناق سياسيا، واقتصاديا تارة، وامنيا وميدانيا تارة أخرى لن يهزم البطولة التي فينا ولن يخيفنا، وعلى الحكومة الأردنية ان تستجيب لإرادة الشعب الذي يؤكدها باستمرار ويكرسها اليوم من خلال خروج الألاف للشوارع يوزعون الحلويات تأييدا وإشادة بالعملية، فتلغي المعاهدة المذلة واي تعاون مع العدو، فهذا العدو يستهدف فلسطين والأردن ولن يوفر شبرا من ارضنا ان امكن له ذلك، وكرة النار توشك ان تسقط في حضن الأردن، ورغم ذلك تؤثر الحكومة على استخدام العبارات الفضفاضة بلا معنى ولا قيمة او موقف يجعل من الاحتلال يقيم لها اعتبارا وهذا ما يؤكده تصريح ترامب بنواياه بتوسيع مساحة اسرائيل (بالتأكيد على حساب الأردن، أو حتى جنوب لبنان)، ويتبعه تصريح وزير خارجية العدو الصهيوني بأنه يريد تهجير 800 الف فلسطيني يقيمون بالضفة الغربية الى الأردن، مما يعني ان معاهدة وادي عربة منتهية الصلاحية لديه وقد مزقها ودفنها وأهال عليها التراب.

 اليوم بات على السلطة الأردنية، بالمنطق والواجب ان تكون مع مصلحة الاردن المستهدفة من قبل أمريكا والعدو الصهيوني، وتلغي كافة المعاهدات والاتفاقيات واي انخراط بمشاريع واتفاقيات حماية وتعاون وتصدي لصواريخ محور المقاومة، وكذلك كسر سياسة النأي بالنفس، والانحياز فقط لمصالح الأردن أرضًا وشعبًا وسيادة، والانفتاح على محور المقاومة الكفيل بإنقاذ وحماية الاردن من براثن الشر الإسرائيلي، وماعدا ذلك هو انتحار سياسي وتواطؤ مع الوطن البديل.

لم يعد اليوم للأعلام الرسمي في معظم كياناتنا أي دور مهم سواء في تصدير الصورة للخارج على اعتبارها رأي عام شعبي، او حتى ادلجة الشعب والتأثير على فكره وتسيسه لصالح الارادات الخارجية، فخجله من العمليات البطولية ان لم نقل مجابهته لها في اغلب الاحيان، او ترقيعه ومحاباته لجهات خارجية ذات أجندة استعمارية، فقد استغنى عنه الشعب وأضحى المنبر الحر الحقيقي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعبر فيه أبناء أمتنا عن عمق انتمائهم وافتخارهم وتكريمهم لكل عمل بطولي ضد العدو.

المؤكد ان عملية الجسر لن تكون الاخير وسيظل شعبنا يثبت بعملياته البطولية على وحدة وجدانه القومي، فمهما تراكمت قصاصات التطبيع والمعاهدات المذلة سيبقى الصهاينة أعداء ولو طال الزمن، وسنظل نحن مقاومون حتى النصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *