في سورية الطبيعية مشروعين عدوين وجوديين متصادمين متحاربين، المشروع الاول هو مشروع حقيقة واصالة سورية، والمشروع الثاني مشروع احتلالي استعماري هو المشروع اليهودي. فلن تستقر الحياة في الوطن السوري إلا بفناء أحد المشروعين. دون ان ننسى المشروع التركي في الشمال الذي اغتصب كليكيا والاسكندرون واجزاء جديدة من الشام والعراق ،لكن ولهول المجازر الذي يرتكبها حاليا العدو اليهودي في غزة يدفعنا لتأجيل الحديث عن عدو الشمال “” فالمشروع الاول هو مشروع النهضة السورية القومية الاجتماعية الذي اسسه الزعيم سعاده عام 1932، والذي هدفه وحدة الشعب السوري وارتقاء حياته ، وذلك عبر تأسيس دولة مدنية جامعة ،تحفظ حقوق كل المواطنين السوريين دون تمييز، عمادها القيم الاجتماعية الحرية والواجب والنظام والقوة ، المنبثقة من مبادئ القومية الاجتماعية التي تجود الحياة بنظرة جديدة للحياة والكون والفن والتي تستأصل كل معطلات النهوض والتقدم والارتقاء في الامة. من الانقسام الديني والحزبية الطائفية، والكيانية الجغرافية والفردية، والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاداري والقضائي، والانسياق وراء الارادات الاجنبية، والتبعية الثقافية العمياء للأجنبي، المدمرة لحياة المجتمع السوري ومصالحه. والمشروع الثاني هو المشروع اليهودي الاحتلالي الاستعماري الذي زُرع أولاً في فلسطين، ومدعوماً من الحلف الاطلسي ومن دول عديدة بالعالم، ولو بدرجات متفاوتة. هذا المشروع هدفه الاستيلاء على كل سورية الطبيعية وبعض الاجزاء من غيرها، وهدفه القضاء على كل الشعب السوري دون استثناء، دون تمييز دين عن دين ولا طائفة عن طائفة، ولا علماني عن علماني آخر، ولا مواطن سوري عن مواطن سوري آخر، فجميع السوريين يجب ان يكونوا موتى وقتلى بالنسبة له. والدليل في التوراة سفر الملوك الاول 15 ” بل اقتلهم جميعاً رجالاً ونساءً واطفالاً ورضعاً، بقراً، غنماً، جمالاً، وحميراً “. هذان المشروعان هما حقيقة ما يحصل في بلادنا السورية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. السوريون عليهم ان يدركوا هذا الخطر، وواجبهم ان لا يضلوا الطريق، وان لا يتلهوا بما يخطط لهم العدو اليهودي والعدو الاطلسي المستعمر، وعلى الشعب السوري ان لا تنطلي عليه ألاعيب ساسة الاطلسي واعوانه العرب المتآمرين التي كلها كذب ووهم، ومكائد تفرقة وتمزيق. مرة في سلام موعود مع عدو متعطش للدماء يريد سحقنا جميعاً، ومرة تحت عنوان اقامة دولتين على أرض فلسطين، ومرة الحديث عن اعتراف بدولة فلسطينية، ومرة في حفظ لبنان وصيانة حدوده ودعم اقتصاده، ومرة لتحييد الشام عن حرب كبرى ودعم اقتصادها والمساهمة في اعادة الاعمار، ومرة في مساعدة العراق على التخلص من ارهاب داعش، والمحافظة على نظامه، والمساعدة في بناء المؤسسات. ومرة في عقد اتفاقية سلام مع الاردن ودعم اقتصاده وحماية المُلك فيه. كل هذه الالاعيب السياسية والتضليل عن الحقيقة، وكل هذه العناوين الوهمية ماذا تحقق منها غير الكذب وانبطاح اغلب السياسيين في بلادنا امام الاجنبي المستعمر بحجة الواقعية السياسية، والتكتيك السياسي. أليس الأمريكاني ودول الحلف الاطلسي هم الذين زرعوا اليهودي في بلادنا خدمة لهم ولمشروعهم الاستراتيجي للاستيلاء على المقدرات والموارد الاقتصادية والمواد الخام في العالم؟ أليس الأمريكاني والحلف الاطلسي هو من دعم العدو اليهودي بكل حروبه، بل حارب معه؟ أليس الأمريكاني والحلف الاطلسي والعرب المتآمرين من دمر العراق؟ ويسرقون كل ثرواته ؟أليس الأمريكاني والحلف الاطلسي وحكام العرب المتآمرين من صنع داعش وحشد التكفيرين من كل اصقاع العالم لتدمير الشام والنظام فيها؟ أليس الأمريكاني والحلف الأطلسي واعوانه العرب المتآمرين هم الذين فجروا الحرب الاهلية في لبنان ومولوا الحرب ودعموا الشرذمة الانعزالية فيه؟ وناصروا اليهودي وشجعوه لاجتياح لبنان عام 1982 وأفلسوه وجعلوه ميتا اقتصاديا كباقي الكيانات في الامة السورية؟
ايها السوريون حكاما واحزابا ومواطنين كفاكم السير في طريق الضلال، وكفاكم الركض خلف الالاعيب السياسية والوعود التي تعرفوها وهمية، تحت عنوان ضعف الحال، والواقعية السياسية، والتكتيك السياسي المرحلي. عوّ ايها السوريون من هو عدوكم ومن هو حليفكم الذي يدعمكم. عوا حياتكم الواحدة ومصيركم الواحد، واتحدوا وكونوا ارادة واحدة، وقوة واحدة، وجيش واحد، وسياسة واحدة، ورؤية واحدة لمحق المشروع اليهودي ولكسر المشروع الاطلسي المستعمر لبلادكم، ولتتفرغوا للخطر التركي بالشمال. لا قيامة لسورية إلا بوحدتها ولا قيام للامة السورية إلا بالقضاء على المشروع اليهودي قضاءً مبرماً. هناك خيارين امام الامة السورية لا ثالث لهما، اما تكون الحياة للأمة السورية والانتصار لها، او يكون الانتصار للمشروع اليهودي والقضاء على الامة السورية. وخسيء اليهودي. لان تاريخ بلادنا يخبرنا واكد ذلك المعلم سعاده:” نحن امة كم من تنين قتلت في الماضي ولن يعجزها ان تقتل هذا التنين الجديد”. السؤال هل نحن قادرون. نعم نحن قادرون والبرهان والدليل المقاومة في فلسطين وفي لبنان، وسحق الأمريكاني والاطلسي والتكفيريين في الشام والعراق. والبرهان الاكبر هذه المقاومة في فلسطين المحتلة والمحاصرة وذات الامكانيات المحدودة بالعدد والسلاح والمتآمر عليها اغلب العالم فقد ابلت بالعدو اليهودي واعوانه البلاء الحسن في الميدان العسكري والسياسي، فهذه الفرقة القليلة كان قتالها وصمودها بطولي واسطوري فكيف يكون المشهد إذا كانت الامة السورية ذات ارادة واحدة؟ حتماً سنرفع راية النصر والعز والكرامة.