خزائن جبالنا وعمادها وصناعة النصر

“نحن نحب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة”…. للحرية لكرامة الانسان، في صراع الموت والحياة القائم في بلادنا، لا بد من تأكيد ثوابت أساسية وهامة في صراعنا الوجودي الجاري اليوم بيننا وبين عدونا، وقد احتل بلادنا بالوعد ممن لا يملك لمن لا يستحق، وجعل منه حالة مشرعنة، بإرادة استعمارية خارجية.

جعل منه دولة تخالف كل معايير انشاء الدول، فهي قائمة منذ عام 1948، على تشريع قوى الخارج، دون أي تحديد لحدودها الجغرافية، بينما يعلو مجلس نوابها، الكنيست، شعار “من الفرات الى النيل” دون ان نغفل أساس قيامها، على عنصرية بغيضة في قوانينها وتشريعاتها على حساب ارض رمى شعبها شتاتاً الى الخارج والى مخيمات الوحل والفقر والعوز ومستوليا على ارزاقهم وبيوتهم.

 مستمرة هذه الدولة العنصرية، بالتوسع تطبيقاً لشعارها “الموعود” في السردية المزورة، التي تم العمل عليها طويلاً حتى باتت جزءاً من سياق مرتبط بمفاهيم دينية يصعب مواجهتها، رغم نقضها بالعلم والأبحاث “الاركيولوجية”.

وبقيت الميثولوجيا تجرد الرؤوس من عقالها ومن المنطق العلمي.

إزاء هذه المعايير المزدوجة في المعركة المواجهة لامتنا، لم يعد هناك من خيار الا تعزيز الوعي والادراك العالي وكذلك التخطيط، في خطة معاكسة لمؤسسات فاعلة في كافة النواحي.

هذه المواجهة المستمرة كراً وفراً عمرها يكاد يصل للثمانين عاماً، من صراع يربح مرة ويخسر مرات بفعل تواطئ قادة وأنظمة تحت عناوين متعددة من “سلام” مزعوم الى اتفاقات تطبيع موعود بحياة رغيدة تزين للبعض مستقبل الآتي من الأيام، فيما هي لم تكن سوى مزيد من احتلال مقنع.. وبقيت فلسطين حقاً مغيباً، بعدما ثبت يقيناً في حركة الدول والأمم، ان لا شيء سوى القوة يعيد الحقوق لأصحابها.

هو الظلم الذي أنتج عملية طوفان الأقصى وكان الخيار الأوحد ان نكون مع فلسطين مما يعني اننا مع الحق، اما من هم ضد معركة فلسطين هذه، فهم مع الباطل، وهل يستوي معاً حق وباطل؟؟

فكان نهج مساندة فلسطين وغزة والقدس أسمى ما أنجزته قوى المقاومة ومحورها لدعم صمود اهل فلسطين. المناضلين لأجل حقهم وحياتهم في سياق الموت والابادة القائمة عليهم لعقود طويلة.

في وحدة المقاومة من غزة الى اليمن الى الامة كلها من العراق الى دمشق ولبنان امتداداً الى المحور بأكمله من إيران وكل الداعمين.  قوة لا بد منها للمواجهة الحاصلة “يقول سعادة عن قوة الامة، ان “مصلحة حياة الامة لا يحميها في العراك سوى القوة، النفسية والمادية والعقلية … ويضيف ان الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم الا بمقدار ما يدعمه من قوة … والقوة هي الفصل” من هنا تصنع الوحدة هذه، قوة تفعل فعلها اليوم في مواجهة التفظيع والجرائم والتدمير القائم.

اذ تضع دول الغرب والولايات المتحدة الأميركية ترسانتها في تصرف هذا العدو، دون قيود، وكذلك مليارات دولاراتها، كما توضع الخطط للدعم بالغذاء والمحروقات لداخل الكيان ويهوده من دول الاستسلام العربي ،فيما اهل غزة يموتون جوعا وكذلك أطفالهم .

لا جفن يرف تجاه منظومة الدعم للكيان الغاصب، وبعد خمسين ألف شهيد ومئتا ألف جريح والعداد يزيد والمحرقة مستمرة، لم يعد من خيار إلا بالانخراط كليا في مشروع الصراع للبقاء وتعزيز القدرات، من قاذف الياسين الى المتفجرات المصنعة من بقايا غير منفجرة لقذائف العدو ، لا يزال ابن غزة  يبدع بتسليح نفسه وكذلك  تفعل المقاومة اللبنانية بالكشف تباعا عن  المسيرات الانقضاضية وقدراتها الاستطلاعية (هدهد1، هدهد2)، لمسح  واستطلاع كل نقاط العدو العسكرية وتدمير قدرته الاستطلاعية وجعله في كل منطقة الشمال والجليل تحت نيرانها ، والى صواريخ الأرض جو، ضد الطيران الحربي وأيضا صواريخها الدقيقة القادمة تباعا .

ابداع المقاومة الأخير، الذي اذهل الجميع “خزائن الجبال” وعماد 4، وهو فخر صناعة المقاومة من انفاقها وصواريخها الثقيلة المدمرة، والتي لم يحل شيفرتها بعد خبراء العدو.

هي أرادة هذا الشعب بالحياة مما يحرضه على كل ابداع سيصنع انتصاره.

عماد 4، و”خزائن الجبال” وتكامل دور دول المحور، كل ذلك يصنع تكاملاً  في المعركة ، تفرضه علينا طبيعة بلادنا الجغرافية ، من جبالها العالية الى شريط ساحلها في غزة، في وحدة قومية ضرورية، لمعركتنا الاستراتيجية مع عدونا، ومن ساحلها الذي عصى في تاريخه على الفتوحات من عكا، الى صور الى صيدا وجبالها التي ما لانت ولا انحنت، في جبال لبنان العالية السامقة الى جبل عامل الآبي و هي اليوم تخرج  من خزائنها خوابي البطولة المعتقة، التي ستنتصر، لأننا امام خيارين إما نستسلم او يسلم أعداء هذه الأمة بحقنا وخيارها بالحياة .

رئيسة التحرير