قد لا يعلم معظم الناس ان الظلم كان وراء إطلاق جل الفكر البشري حتى الديني منه وان كان لأهل الايمان رأي آخر بأن الدين هبة الله وتفسير للكون وتشريع لتنظيم الحياة. وكان للفكر الدور الأكبر في الثورات التي قامت عبر التاريخ وان لم تستطع جميعها إنهاء الظلم فبعضها بدل ان ينهي الظلم أقام ظلماً ثورياً مع عدة من تماثيل البرونز واجهزة أمنية تجاوز عددها عدد سكان البلد المعني.
ما يجري في المنطقة اليوم ظلماً مزدوجاً
ظلم بدأت تباشيره مع تقويض الخلافة من قبل العرب بسبب الظلم الذي لحق بهم منها ومد يدهم للغرب للتخلص من ذلك إلا انهم ما كادوا يخرجون من البئر حتى وقعوا في جب مرجعية جديدة قامت في الغرب تحت مسمى الصهيونية حتى ان الغرب ذاته وقع في حبائلها كما يتبين كل يوم. يعتقد بعضنا ان اليهودية الديانة التاريخية هي وراء ذلك لكن مجرى الاحداث يتبين ان المحمول الفكري لهؤلاء أسقطهم في الفخ الصهيوني كما حال القاعدة واخواتها او اي منظومة دينية لا تتوسل العلم كمرجعيّة، بل تتولاها مرجعيات ما بعد الرسالات الكبرى.
والظلم الذي وقع على فلسطين والشعب الفلسطيني لم يتداركه من ينسب فلسطين للعروبة والإسلام ولنا في مآثر مصر فاروق وزميله في الضفة الشرقية من النهر أمثولة تاريخية في ركوب موجة الصهاينة فالأول قبض على غزة وزميله على القدس والضفة الغربية واليوم مع مآسي غزة واخواتها من اليمن لجنوب لبنان لا يجد المظلومين ان ابناء جلدتهم ان في الدين او العروبة ممن لا يفوتون فرض صلاة او ينظمون الشعر في روابط العرب يسمع لهم حساً، اما الاستثناء الإيراني فلا ينظر له على انه ديني، بل ينعته البعض بالمصالح الصفوية.
كل هذا للقول ان الظالم لا هوية دينية ولا عرقية له، بل هو ظالم لان مصلحته تكمن في ظلم الآخرين والمظلوم صنوه في فيتنام واميركا اللاتينية وحتى في عواصم الغرب وكم المشردين الذي نلقاهم في أزقتها او في كابول وغزة واينما مورست ديانة الظالم واحدة، وان تعددت وديانة المظلوم ايضاً. لم يخطئ الشاعر عندما قال بظلم ذوي القربى في غزة والجنوب واليمن لم تعد المقاومة تخشى ظلم الصهاينة والمتصهينين في الخارج فهمها منصب على كيفية وقف ظلم ذوي القربى لكي لا تكون هناك فتنة.