“سوف نردّ ، وبغضب، لكن بحكمة وعقل”

“سوف نردّ ، وبغضب، لكن بحكمة وعقل”

لماذا بغضب؟ لأن الغضب عنيف قاسي، يفجر طاقات كامنة، يؤذي ويوجع، أين ما حلّ.

ولماذا بعقل وحكمة؟  لأن قمة الحكمة، هو تمكين العقل، وكتمان الغضب، وعدم السماح للانفعالات بالسيطرة على الأفعال. لماذا؟

لأننا مثال في الالتزام الأخلاقي، والانضباط السلوكي، والاتزان النفسي، نعرف أننا أصحاب حق وليس لدينا هدف سوى تحرير أرضنا وأنفسنا، مهما كانت التضحيات،

نحن خير أمة أخرجت للناس،

تحمل كل قيم الحق والخير والجمال.

دعونا من فلسفة الحياة والأخلاقيات الإنسانية، ولنعد لماذا علينا أن نرد، لكن بحكمة وعقل…

لأميركا وربيبتها ” الكيان المحتل “، في منطقتنا، نفس الأهداف التي يعملون عليها معا.

الإستراتيجية واحدة، تطبّق بشكل كبير متشابه، (مع خصائص تكتيكية معينة لكلّ منطقة)، على مستوى العالم.

تتجلى، باستفراد كل محور بدوره، المحور الشرق الأوروبيّ بقيادة روسيا، والمحور الأسيوي، بقيادة الصين، والمحور الشرق أوسطي، بقيادة إيران.

والعمل على استنزاف كل محور على حدة،

مع فك الارتباط بينهم، وتحجيم حركتهم على الساحة الدولية والإقليمية، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

أما ما يحدث الآن في منطقتنا، بعد خطاب النتن في الكونغرس الأمريكي، الذي كان إعلان حرب، (لمّ يتخلله حتى احتماليه وجود نقطة واحدة تفاوضية )، وجوبه بعاصفة من التصفيق ، رافقه تصريحات لمسؤولين في الإدارات الامنية و العسكرية الأمريكية ، تعده بالدعم و المساعدة ، و ضرورة القضاء على الداعم الأساسي لحركات المقاومة في المنطقة ، ( راجعوا تصريحات الرئيس الأمريكي و مستشار الأمن القومي و غيره).

كل هذا في الواقع السياسي الدولي، معطوفا على حالة فوضى سياسية داخلية في الكيان، يرافقها فشل عشرة أشهر حرب في غزة العزة، واستنزافه من القوى على جبهات الإسناد، مع عملية هجرة داخلية و أيضا هجرة عكسية ، مما أدى إلى تراجع اقتصادي ومالي حاد ، و تخبط وانقسام و خيبة أمل و إحباط و تخلخل داخل جيش الاحتلال .

هذا كله دفع النتن إلى حرق المراحل، وهدم الهيكل على رأسه، عبر قيامه بعمليات اغتيال لسادة قادة، في الضاحية الجنوبية لبيروت وبابل العراقية (جرف الصخر) وطهران. (ولن ننسى اليمن الكريم).

ظناً منه، أن مشاعر الغضب والانتقام، ستغطى العقل والحكمة، وتنهال عليه الصواريخ من كل حدب وصوب، ويدفع بالأميركي وبوارجه لمواجهة، خسرها هو مسبقاً.

لا شك ان الاميركي واليهودي، يلتقيان في الاستراتيجية الشاملة للمنطقة، ولكنهما يختلفان في توقيتها وتنفيذها، أي في التكتيكات اليومية.

اليهودي يبحث له عن منقذ، ويبغي السرعة علها تنقذه من براثن الهلاك.

والاميركي يتأنى، في ظاهره انتخابات رئاسية ووضع اقتصادي متدهور، واهتزاز في قدراته المالية وبورصاته العالمية.

من جهة أخرى “حائك السجاد”، يتأنى، بدّل المرتين، يفكر ثلاثة.

وسارع “شويغو “، مسؤول مجلس الأمن القومي الروسي، للوقوف على طلبات الحليف، وكان بوتين، حرك أسطوله الشمالي نحو البحر المتوسط. فلم تنجح فكرة استفراد المحور الشرق أوسطي.

لذا يمكن القول الان، ان الضربات ستكون منفصلة، كل يوجه ضربته الموجعة، لكن إفرادية، حتى لا يرفع النتن شعار أن كيانه الزائل، يتعرض لهجوم منسق من كلّ الجبهات، وحتى لا يطلب من الناتو والغرب المواجهة العسكرية التي لا نريدها، فحربنا معه وليست مع الغرب اليوم.

جبهات الإسناد، كلها سترفع من وتيرة الضغط والضربات، وسينزف الكيان من جراحه طويلا وبشكل مؤلم جدا.

باعتقادي انهم سيلعبون لعبة الفأر والقط معهم، الوقت يلعب لصالحنا، لن يصمد الكيان طويلا ما دام ينزف من كل الجهات، عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعياً، لن يستطيع أحد إنقاذه، وكما نكلّ طويلا بشعبنا وارضنا، لماذا الاستعجال، لا تسقطوه بالضربة القاضية،

لن يستطيع الغرب وحلفائه التواجد إلى الأبد في الجوار لحمايته،

أن كيانهم زائل لا محالة، وهم فهموا أن الساعة حانت، لذلك الخشية الوحيدة، هو من عمل ما جنوني انتحاري *، يقوم به النتن في الوقت المستقطع، قبل سقوطه التام…