نشرة “الحياة الجديدة”

يذكر جيداً الرفقاء الذين كانوا انتموا في منفذيتي الطلبة الجامعيين والثانويين في العامين 1956 -1957 النشرة التي كانت تصدرها منفذية الطلبة الثانويين في بيروت.

في حوزتي العدد الاول، السنة الثالثة، الصادر في 25 ايار 1957، ومن محتوياته:

المجموع والمجتمع لـ “سعادة”.

من وحي العقيدة “النهضة والنظام”، بتوقيع نعيم (1).

عروبتنا ايجابية واقعية، بتوقيع سمير (2).

مع الاحداث: اللعبة الخاسرة، بتوقيع خالد (3).

اخبار طالبية متنوعة.

اعرف عدوك.

وحد بلادك.

في تاريخ سورية.

ادبنا السوري: قصيدة “نحن لبنان” للشاعر ادونيس من ديوانه “قالت الارض”.

تحت عنوان “في بيت الطلبة”(4) اوردت النشرة مجموعة من اخبار النشاطات الحزبية، اخترنا منها التالي:

اقامت نظارة الاذاعة في منفذية الطلبة الثانويين حفلة خطابية تبارى فيها عدد من الرفيقات والرفقاء. وقد فازت بالجائزة الاولى الرفيقة سعاد وهبة. وأمّ البيت مئات من المواطنين والرفقاء، واستمعوا خلال الحفلة الى خطباء المستقبل من تلاميذ الحركة القومية الاجتماعية.

أقامت منفذية الطلبة الثانويين، بالاشتراك مع منفذية الطلبة الجامعيين، مهرجانا في الاول من ايار بمناسبة عيد العمل. ولقد تكلم في المهرجان كل من الرفقاء – نزار المحايري – نذير عظمة – خالد قطمه – أدونيس – والامين الدكتور عبد الله سعادة. هذا واكتظت الغرف وسدت المنافذ بالحضور من المواطنين الذين باركوا وحدة الامة التي تجلت بشكل رائع في احتفال الطلبة القوميين الاجتماعيين بعيد العمل.

أقامت منفذية الطلبة الجامعببن حفلة مساء الخامس عشر من ايار بمناسبة ذكرى يوم فلسطين تكلم فيها الرفقاء: اديب بشور، انيس ابي رافع، خالد قطمه، والامين انعام رعد. وفي نفس اليوم قامت منفذية الطلبة الثانويين بزيارة لمخيمات المشردين من ابناء الجنوب. مجددين معهم العهد على العمل قلبا واحدا ويدا واحدة لاسترداد ارض الجنوب السليبة، وما يوم النصر ببعيد، ان يوم المعركة الاخيرة بيننا وبين الصهاينة الاوغاد لآت لاريب فيه.

اقامت منفذية الطلبة الثانويين العامة مباراة في كرة الطاولة على كأس الشهيد غسان جديد. وذلك يوم الاحد الواقع فيه 19 ايار 1957، في بيت الطلبة.

وقد اشترك في هذه المباراة رفقاء من المنفذيات التالية: الطلبة الجامعيين، الطلبة الثانويين، بيروت، الغرب، المتن، حلب، حماه، دمشق، النبطية، الكورة، مفوضية الخرطوم، البقاع الجنوبي، طرابلس، كسروان. وجرت المباراة على اساس التصفية فجاء الرابح الاخير الرفيق امين صابر من منفذية الطلبة الجامعيين العامة. وقد قدم له الكأس الفضية الشبل فداء جديد نجل الشهيد غسان، والقى كلمة جاء فيها: “لقد قتلوا الزعيم وظنوا انهم قضوا على الحزب، ولكن الحزب استمر بزخم يوازي عظمة الشهادة التي ادّاها الزعيم. ثم قتلوا غسان جديد، وتوهموا انهم يقتلون الصراع فينا، ولم يعلموا ان كل واحد منا قد أصبح غسان جديد…”

واختتم المباراة التي استمرت أربع ساعات حضرة وكيل عميد التدريب بكلمة معبرة قوية عن حياة الشهيد وعن مغزى هذه المباراة.

النهضة والنظام

تحت هذا العنوان نشر الرفيق “نعيم” مقالته التي نعيد نشرها لفائدة الاطلاع:

” النهضة هي الخروج من التفسخ والتضارب والشك، الى الوضوح والجلاء والثقة واليقين والايمان والعمل بإرادة واضحة وعزيمة صادقة” هكذا علمنا سعادة. وهكذا كان يترافق في ذهنه وفي ذهن هذه الحركة التي انشأها ان المبادئ مهما تكن جميلة على الورق لا تكتسب قيمتها الفعلية الا في التحقيق العملي. وهكذا تنتقل المبادئ والعقيدة المرتسمتان في الذهن الى حيز التنفيذ العملي، بواسطة النظام المنبعث عن هذه المبادئ، وعن هذه العقيدة، والذي يضفي عليهما كل قيمتهما العملية. “فالمبادئ للحياة وليست الحياة للمبادئ”.

وقيمة العقيدة ليست في انها فقط حققت شيئا اساسيا، وعاملا روحيا لا غنى عنه، هو توحيد القلوب والافكار، بل في انها حققت، بالإضافة الى هذا، شيئا اساسيا اخر هو توجيه القوى القومية في ارادة واحدة وعمل منظم واحد نحو غايات الامة العظيمة.

في كل ما نشره وبشر به سعادة وفي كل التراث الفكري العظيم الذي خلفه، كان دائما يشدد على أهمية الترجمة العملية للمبادئ وتجسيدها في الواقع. وكان دائما يشيد بأن هذه الحركة كانت افعالها دائما تسبق اقوالها، والإطار العملي الذي به تتحول هذه الصورة المرتسمة في الذهن، هذا الشعور الواحد، هذه الوحدة في الافكار والقلوب، الى تحقيق فعلي هو النظام القومي الاجتماعي….

النظام القومي الاجتماعي هو السبيل الوحيد الذي يجسد هذا النسيج الجديد من ارادة آلاف الشباب الناشطين لبناء مجد الامة وعزها.

“انه النظام الذي لا بد منه لتكييف حياتنا القومية الجديدة، ولصون هذه النهضة العجيبة التي ستغير وجه التاريخ”.

ولذلك كله كان ارتباط القومي الاجتماعي ليس ارتباطا في العقيدة فحسب، بل ارتباطا بالنظام ايضا الذي يحقق هذه العقيدة والذي هو وحده يؤمن انتصارها.

ولذلك رافق السؤال الى طالب الانتماء للحركة القومية الاجتماعية عن تفهم للمبادئ، وعيه لأهمية النظام القومي الاجتماعي واعتقاده بانه هو وحده الكفيل ببناء المجتمع القومي الافضل، وبتحقيق المبادئ السورية القومية الاجتماعية.

ولذلك ايضا انصبت اربعة من هذه الاسئلة الستة على النظام وعلى وعي اهميته وضرورته.

واذا كانت الحركة القومية الاجتماعية، قذ انتصبت، مع ما يحيط بالأمة من اخطار، بارقة امل، وشعاع نور، فإننا لنردد مع سعادة: “اذا كنا نتأمل صد الاعداء ودفعهم الى الوراء من حيث اتوا، فإننا بهذا النظام القومي الاجتماعي الذي يوحد النفوس والقلوب والارادة التي يدركها كل فرد من افراد الحركة القومية الاجتماعية، ويسير اليها بوعي وفهم صحيح وتعاون مشترك فلا غشاوات على العيون، ولا شكوك في النفوس، ولا بلبلة في اللغة والمفاهيم بل ارادة واحدة وخطة واحدة تكفل لهذه المواهب السورية العظيمة الانتصار والتغلب على كل ما يمكن ان يعترض طريقها”.

هوامش:

نعيم: نرجح انه الرفيق نعيم عبد الخالق، من مجد لبعنا وكان تولى مسؤولية منفذ عام الطلبة الجامعيين ومسؤوليات حزبية مركزية. تميز بالمناقب وسعة الاطلاع والاخلاص للقضية التي اعتنقها.

سمير: نرجح انه الرفيق سمير عبده. كان نشط جيدا في اوساط الطلبة. من الجنوب السوري. شقيقتاه الرفيقتان ايفون ونايفة عبده.

خالد: نرجح انه الرفيق خالد قطمه الذي كان تولى مسؤولية ناظر اذاعة الطلبة الجامعيين. عمل في الصحافة في لبنان ثم في الكويت حيث تولى فيها مركزا مرموقا. له عدة مؤلفات، منها “الاسبوع 6 أيام”، وقصة “الدولة الدرزية”.

بيت الطلبة: كان كائناً في جوار مستشفى خالدي – رأس بيروت، تجاه سينما “الخيام” حالياً.